السؤال: هل الحمد والشكر بمعنى واحد؟ أم أن بينهما فرق؟
الجواب: رغم التشابه بينها إلا أن بينهما فرق مهمّ نبينه كما يلي:
الحمد لفظ ينتهي مدلوله عند مرحلتين: الإعتقاد بالقلب والإقرار بالقول، فمن الحمد قال الله سبحانه: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدا} (الإسراء، 111) {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (النمل،59)
وأما الشكر فينتهي مدلوله عند ثلاث مراحل: الإعتقاد بالقلب والإقرار بالقول والإلزام بالعمل. أورد القرآن الكريم دعاء سليمان عليه السلام ربه قائلا {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ} (النمل 19) ، فقد سأل سليمان عليه السلام ربه أن يعينه على شكره بالعمل الصالح الذي يرضاه.
وقال تعالى لرسولنا عليه الصلاة والسلام {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الزمر، 66) ، أي كن من الشاكرين بأن تعبد، وليس فقط بأن تقول، وقد التزم النبي صلى الله عليه وسلم أمر الله إياه، فكان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه، وقد جاهد في الله حق الجهاد، وكان عزاؤه أبدا (أفلا أكون عبدا شكورا؟)[1].
ويقول تعالى مخاطبا رسله {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً} (المؤمنون،51)، فالعمل الصالح في الآية هو الشكر على الأكل من الطيبات[2]. فصورة الشكر الصحيحة؛ اعتقاد وقول وعمل، وليس قولا مجردا عن العمل، قال تعالى مخاطبا سليمان عليه السلام {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سبأ، 13).
كما أن بينهما فرقٌ يظْهر بالنقيض؛ فنقيضُ الشُّكْر الكفرُ ونقيضُ الْحَمد الذَّمُّ[3].
أضف تعليقا