قال الله تعالى {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} (محمد،4) وشدُّ الوثاق يعني الأسر، إذ أن الأسر لغة هو الشد بالقيد، والمقصود في الآية إحكام السيطرة على الأسير حتى لا يهرب فيعود للقتال مرة أخرى. والحديث في الآية يدور عن أسرى الكفار لدى المسلمين.
يظهر من خلال الآية السابقة الحرص على إنهاء الحرب بأقصى سرعة ممكنة، حتى لا تطول فتُهلِكَ الحرث والنسل، وقد ظهر هذا الحرص في تشريعين مهمين حوتهما الآية:
الأول: قوله تعالى {فضرب الرقاب} يدل على ضرورة الهجوم الكاسح الذي يؤدي إلى صدمة العدو، وذلك بدلالة الفاء التي تفيد السرعة في تنفيذ الفعل. أما ذكر الرقاب فيفيد الجدية وعدم التهاون في أمر العدو، ولا شك أن مبادرة العدو بالهجوم الصاعق والضرب دون هوادة يؤدي إلى تقهقره ومن ثم إنهاء الحرب في أقل مدة ممكنة.
الثاني: قوله تعالى {فشدو الوثاق} أيضا يدل على السرعة في القبض على أكبر عدد من محاربي العدو بعد تقهقرهم؛ حتى لا يتمكن العدو من تجميع صفوفه مرة أخرى فيطول أمد الحرب. ولا شك أن اتخاذ الأسرى يهدف إلى تعجيل إنهاء الحرب، وعدم التهاون مع الأسباب التي تؤدي إلى دوامها.
للمزيد حول الموضوع يمكنكم الدخول إلى الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2320
أضف تعليقا