مادة خلق الجن والإنس
ذكر الله تعالى في كتابه أن مادة خلق الإنسان الطين، بينما مادة خلق الجن النار. والآية لم تفرد حديثا عن الملائكة، وهم ليسوا من الانس قطعا، مما يوحي بانضوائهم تحت مسمى الجن. قال الله تعالى {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ. وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} (الرحمن، 14_15) فلو كانت الملائكة صنفا ثالثا لذكرهم سبحانه، خاصة أن الآية في معرض بيان قدرة الله تعالى في الخلق، والملائكة خلق عظيم فناسب أن ينفردوا بالذكر لو كانوا خلاف الجن.
وقد يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن مادة خلق الملائكة من النور بقوله «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم مما قد وصف لكم»[1] وهو مما يشير أن الملائكة غير الجنّ.
والحقيقة أن النور ينتج عن النار، حتى إن النار تُجمع على النور[2]. وأشرف ما في النار النور رغم أنه متولد منها، وربما فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين الملائكة والجن في بيانه لمادة خلقهم فنسب الملائكة إلى النور والجان إلى النار لفضل الملائكة على سائر الجنّ. ألا ترى أننا نفطن لنور الشمس عند شروقها بينما نفطن لحرها في الظهيرة بالرغم من أن حقيقتها واحدة. وقد وصف الله تعالى أهل الجنة بقوله {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (الحديد، 12). فالنور وصف ملازم لكل مؤمن من الثقلين.
لقراءة الموضوع بالتفصيل على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2191
أضف تعليقا