السؤال: اعتاد كثير من المسلمين الاحتفال بذكرى هجرة النبوية في الأول من شهر محرم من كل عام ويعتبر هذا اليوم عيدا دينيا وعطلة للمسلمين في بعض البلدان. فهل لهذا أصل في الدين؟
الجواب: لم يُعلم على وجه القطع اليوم الذي هاجر فيه النبي صلى الله عليه وسلم، لكن علماء السيرة ذكروا أنه هاجر من مكة إلى المدينة في أوائل شهر ربيع الأول من السنة الثالثة عشرة للبعثته ، وقد وصل إلى قباء يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول كما ذكر ابن كثير[1]
وفي عهد عمر بن الخطاب استقر رأي الصحابة رضي الله عنهم التأريخ بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول الحافظ ابن حجر: “وإنما أخروه – التاريخ – من ربيع الأول إلى المحرم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء من محرم”[2]
نفهم من ذلك أن الأول من محرم هو بداية السنة الهجرية وليس موعد الهجرة.
وأيا كان الأمر فلا يصح تحديد موعد الهجرة أو بداية السنة الهجرية كعيد يحتفل فيه المسلمون؛ لأنه من البدع المنكرة؛ إذ لم يرد تشريعه في كتاب الله تعالى، لذا لم يوص النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتفال به، بل كان يحذر من الابتداع في أمور الدين، كما روي عنه قوله (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)[3]
[1] ابن كثير ، البداية والنهاية 3/ 188.
[2] فتح الباري 8/ 270
[3] أخرجه أبو داود (4607) والدارمي 1/44-45، والترمذي عقب الحديث (2676) ، والطحاوي في “شرح مشكل الآثار” (1186) ، والطبراني في “الكبير” 18/ (617) ، والحاكم 1/95-96، وابن عبد البر في “جامع بيان العلم” ص482 -483، والبغوي في “شرح السنة” (102) ومسلم (867) (43) بلفظ: “وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة”.
أضف تعليقا