حق الجار في كف الأذى عنه:
من لا يستطيع المنافسة في سباق الخير فلا أقل من أن يجنب الناس شروره؛ فيَكُفّ أذاه عنهم، ولا يتسبب لهم بغائلة أو بتعكير لصفو حياتهم، وذلك أضعف الإيمان.
لأنه لا قيمة للدار إن كان الجار فاسدا يسبب الأذى لجاره، فالجوار أكثر تأثيرا على حياة الإنسان من طبيعة البيت من حيث موقعه وحالته. والتجربة البشرية تؤكد هذا المعنى، فكم من أسرة تركت بيتها بسبب الجوار السيء؟!.
وقد جاءت شريعة الاسلام بتحريم الإضرار مطلقا فعن يحيى المازني: أَنَّ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ – وروي: ولا إِضْرَارَ»[1]
وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم كمال الإيمان عمن لا يأمن جاره أذاه بقوله «واللهِ لا يُؤْمِن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمَن جارُه بوائقه»[2]. وفي رواية: «لا يدخل الجنة من لا يأمَن جارُه بَوائِقَه »[3]. وروي أيضا «مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يُؤذِ جَارَهُ»[4]
وللمزيد حول الموضوع يمكنكم الدخول إلى الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2314
[1] أخرجه مالك «الموطأ» (1500) قال النووي: حديث حسن وله طرق يقوي بعضها بعضا، وقال العلائي: له شواهد وطرق يرتقي بمجموعها إلى درجة الصحة. و أخرجه أحمد (1/225) (2307) وابن ماجة (2337
[2] (بوائِقه) البوائق، الدواهي والشرور، واحدتها: بائقة، تقول: باقَتْهُم بائقةُ شر: إذا أصابتهم
[3] رواه البخاري (10 / 371) في الأدب، باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه، ومسلم رقم (46) في الإيمان، باب بيان تحريم إيذاء الجار. أخرجه أحمد (2/372)
[4] رواه البخاري (10 / 373) في الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، وباب إكرام الضيف، وفي النكاح، باب الوصاة بالنساء، وفي الرقاق، باب حفظ اللسان، ومسلم رقم (47) في الإيمان، باب الحث على إكرام الجار، وأبو داود رقم (5154) في الأدب، باب في حق الجوار. وأحمد (2/463) وابن ماجة (3971)
أضف تعليقا