السؤال: هل يمكن أن يكون حليق اللحية أماما في الصلاة؟ وأحيانا نصلي خلف الحليق ونجد في أنفسنا شيء لأنه لم يطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فما هو رأي الشرع في ذلك.
الجواب: الصلاة كما نعلم هي عمود الدين وأجل العبادات التي كُلف بها المسلم، وهي أكثر ما يقرب العبد من ربه، يؤديها المسلم لدوام ذكر الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار، والمسلم يحافظ عليها طمعا في رضوان الله والجنة وخوفا من غضب الله تعالى والنار.
وصلاة الجماعة من سنن الهدى وشعائر الاسلام حيث رغّب بها النبي صلى الله عليها وسلم لما لها من فوائد جمة على نفس المسلم والمجتمع. ولأهمية صلاة الجماعة فإنه يُقَدَّم للإمامة من هو أجدر بها؛ كالحفاظ والقراء والعلماء.
وتسهيلا لانعقاد الجماعة وخوفا من تفرق المسلمين عن الجماعة الواحدة أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي المسلم مع الجماعة حتى لو كان الامام ليس على القدر المطلوب من العلم والتقوى، فقد روى مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ “صَلُّوا خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ”[1]
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “صَلُّوا خَلْفَ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ”[2]
وقد روي “أن أصحاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّوْا خَلْفَ مَنْ لَا يَحْمَدُونَ أَفْعَالَهُ مِنْ سُلْطَانٍ وَغَيْرِهِ وَذَكَرَ صَلَاةَ ابْنِ عُمَرَ خَلْفَ الْحَجَّاجِ وَصَلَاةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ خَلْفَ مَرْوَانَ”[3]
نفهم من مجموع الأحاديث الواردة أنه يجوز أمامة الفاسق والفاجر، ولا شك أن حلق اللحية ليس فسقا ولا فجورا، وإنما فعلٌ خلاف الأولى، فالصلاة خلف الحليق لا إشكال فيها ولا غبار عليها بإذن الله تعالى. والافتراق عن الجماعة لهذا السبب محظور فعله.
أضف تعليقا