السؤال: ما هو الدليل على حل لحم السمك بدون تذكية؟
الجواب: التذكية شرطٌ لحلِّ لحوم حيوانات البرِّ كالأنعام والدواجن وغيرها مما يحل أكله.
أما صيد البحر فيحل أكله بمجرد صيده، بدلالة قَوْلِ اللَّهِ تعالى {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} (المائدة، 96) ولم يكن العرب يذكُّون السمك عند صيده ومع ذلك يستخدم القرآنُ ذات المصطلح دون أن يشترط التذكية. مما يدل أن مجرد الصيد تذكية له؛ فيحلُّ أكله بمجرد الاستحواذ عليه بطرق الصيد المختلفة.
ويؤيد ذلك قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا} (النحل، 14) فقد وصف سبحانه ما يُستخرج من البحر كالسمك وغيره باللحم، فكان مجرد استخراج السمك من البحر يعتبر لحما يحل أكله.
لذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الله تعالى قد أَحلّ لنا ميتة الحوت[1] أي السمك
وقد اعتبر الصحابة أن مجرد الاستحواذ على السمك يُعدُّ تذكية له. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: «السَّمَكُ ذُكِّيَ كُلْهُ»[2].
وقد سُئل ابْنُ عُمَرَ عَنِ الْحِيتَانِ يَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَيَمُوتُ بَرْدًا، قَالَ: «لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ» ، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ.. وقد جاء في الموطأ: إِذَا مَاتَتِ الْحِيتَانُ مِنْ حَرٍّ أَوْ بَرْدٍ أَوْ قَتْلِ بَعْضِهَا بَعْضًا، فَلا بَأْسَ بِأَكْلِهَا، فَأَمَّا إِذَا مَاتَتْ مِيتَةَ نَفْسِهَا فَطَفَتْ فَهَذَا يُكْرَهُ مِنَ السَّمَكِ، فَأَمَّا سِوَى ذَلِكَ، فَلا بَأْسَ بِهِ[3].
وكراهة ما يطفو من السمك يعود لاحتمال أن يكون قد تعفَّن أو طرأ عليه تغيُّر قد يؤذي صحة آكله، فلا بد من الانتباه لهذا الأمر.
[1] رواه ابن ماجة في السنن (الأرنؤط) بَابُ صَيْدِ الْحِيتَانِ وَالْجَرَادِ (3218) وأحمد (5723)، وعبد بن حميد (820)، وابن حبان في “المجروحين” 3/ 58، والدارقطني في “السُّنن” (4732)، والبيهقي في “السُّنن” 1/ 254 و 9/ 257 و10/ 7، وفي “المعرفة” (18853)، والبغوي في “شرح السنة” (2803).
[2] سنن الدار قطني، باب الصيد والذبائح والأطعمة (4725)
[3] موطأ مالك، بَابُ: السَّمَكِ يَمُوتُ فِي الْمَاءِ (650)
أضف تعليقا