السؤال: شكرًا على ما تقدم في البحث الشيق "بيان حكم استرقاق الأسيرات والخلوة بهن في ضوء القرآن والسنة" لكن ما هو تفسير هذه الآيات علما أنه كثرت التفاسير الحديثة وبعضها لا يُقبل بها فنرجوا من الله أن يجعل الجواب الشافي من عندكم.. الآية الأولى:{والَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (المؤمنون، 5-6) الآية الثانية: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَي فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَي وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَي أَلاَّ تَعُولُوا} (النساء،3) فكيف يمكن للرجل معاشرة الأمة بدون عقد النكاح كما اشترط لمعاشرة الحرة؟ وهل يُفهم من قوله تعالى {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أن الرجل يستطيع أن يتملك الإماء بدون عدد ويعاشرهن مثل الزوجة تماما؟
الجواب: لا ينبغي النظر إلى الآية منفردة، بل لا بد من النظر في سياقها وفي الآيات المتعلقة بالموضوع، لأن الآيات يشرح بعضها ببعض. وقد بين الله تعالى أصول تفسير كتابه في افتتاحية سورة هود بقوله تعالى {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ. أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} (هود، 1_2)
فلا يجوز تفسير الآية بمعزل عن الآيات ذات العلاقة، ولو نظرنا في الآيات التي تحدد علاقة الرجل بالمرأة فإنها لا تبيح ذلك إلا في عقد النكاح الصحيح.
والقرآن الكريم يصف المؤمنين في الآية التي ذكرتها في سؤالك أنهم {لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم}. وينبغي أولا أن نبين أن الزوجة أُحلت لزوجها بعقد النكاح وكذلك ملك اليمين لا تحل لسيدها إلا بعقد النكاح أيضا. فلا يصح للسيد معاشرة أمته بدون عقد النكاح المستوفي لشروطه وأركانه.
والسؤال الذي يتبادر؛ لماذا فرق القرآن إذن بين الزوجة وملك اليمين في الآية بالرغم من كون كل واحدة تحل للرجل بعقد النكاح؟ بمعنى لماذا لا تسمى كلاهما زوجة؟
والحق أن لفظ الزوجة يُطلق على الحرة دون الأمة، ولأنه لا يصح الجمع بين الحرة والأمة ذكر التفريق في الآية بقوله تعالى {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} ولو كانت الآية {إلا على أزواجهم} فقط لفُهم أن عقد النكاح على الأمة غير جائز؛ لأن العربي لا يسمي الأمة المعقود عليها زوجة، والقرآن نزل بلغتهم وهو يراعي ما تعاهدوه من الكلام. لذا ذكر في الآية {أو ما ملكت أيمانهم} لبيان المعقود عليها من الإماء.
ثم ننظر إلى تشريع نكاح الأمة في قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (النساء، 25) ليتبين لنا أن الآية واضحة في إيجاب النكاح بحق الأمة كما هو بحق الحرة، وكان الشرط جليا في الآية بعدم جواز نكاح الأمة إلا في حال تعذر نكاح الحرة، فنكاح الأمة قد شُرع للضرورة، والضرورة تندفع بنكاح أمة واحدة، وفي الآية رد واضح على من قال بجواز الاستمتاع من الأمة دون عقد النكاح، كما أن فيها ردا واضحا على من قال بجواز تعدد الإماء عند الرجل الواحد، كما أنها تبين بوضوح عدم جواز الجمع بين الحرة والأمة.
لذا لا يصح أن نفهم قوله تعالى في الآيتين اللتين ذكرتهما في سؤالك بدون النظر في التفصيل الوارد في الآية 25 من سورة النساء.
أما الآية الثانية {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} (النساء، 3) فإنها تبين أيضا أنه لا يصح نكاح الأمة مع القدرة على نكاح الحرة، كما أنه لا ينبغي أن نغفل قوله تعالى {فانكحوا} وهذا اللفظ يتعدى إلى كل من ذُكرن في الآية سواء كن حرائر أو إماء والتقدير ( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَانكحوا وَاحِدَةً أَوْ انكحوا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) ولا بد أن تكون ما ملكت أيمانكم واحدة أيضا لأن الآية تتحدث عن عدم القدرة فلا يمكن أن يُفهم منها التعدد. كما أن الآية 25 من سورة النساء تبين بوضوح عدم جواز نكاح أكثر من أمة.
لا أكاد أصدق أن تفسيركم لمفهوم ملك اليمين متطابق تماماً لما توصلت إليه بعد البحث في التراث والقرآن، بروكتم على هذا المجهود
ما دليلكم على أن “العربي لا يسمي الأمة المعقود عليها زوجة، والقرآن نزل بلغتهم وهو يراعي ما تعاهدوه من الكلام”؟ هل يوجد مرجع تاريخي يذكر هذا الشيء؟
سعادة البروفسور بايندر، منهجيتكم واضحة وسليمة، وتوصل القارئ لقناعة تامة بمعاني الايات ،
من زمن وهذه الاية تحوس في رأسي، ولا افهم معنى -ملكت ايمانكم- واخجل من اصدقائي اللادينيين حين يفتحوا نقاش الجواري وملك اليميين..
جزاكم الله خيرا، وجزى القائمين على الصفحة العربية خير الجزاء.
سعادة البروفسور بايندر، منهجيتكم واضحة وسليمة، وتوصل القارئ لقناعة تامة بمعاني الايات ،
من زمن وهذه الاية تحوس في رأسي، ولا افهم معنى -ملكت ايمانكم- واخجل من اصدقائي اللادينيين حين يفتحوا نقاش الجواري وملك اليميين..
جزاكم الله خيرا، وجزى القائمين على الصفحة العربية خير الجزاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
١-هل ملك اليمين حرة ام عبدة
اذا كان الجواب عبدة فكيف ذلك وانتم تؤكدون في موقعكم ان الانسان يجب أن يكون حرا سواء كان ذكرا ام انثى .
٢-اذا كان الاسترقاق مرفوضا فكيف يأمر الله تعالى بالزواج من ملك اليمين اذا اعتبرت أنها عبدة وليست حرة .
وعليكم السلام ورحمة الله
الجواب: العبودية التي تعني مصادرة حرية الإنسان وبيعه تُعدُّ جريمة نكراء لا يقبلها دين الله تعالى.
أما ملك اليمين فهو تعبير يطلق على أسرى الحرب، وقد سُموا ملك يمين لأنهم مأخوذون بالقوة من أرض المعركة، ولهم أحكام خاصة شاملة لكل مراحل أسرهم وحتى فكاكهم، ومن هذه الأحكام إعطاء الإمكانية لتزويجهم إذا كانوا رجالا أو الزواج منهن إذا كُنَّ نساء، ولا شك أن هذه الأحكام تأخذ بعين الاعتبار إنسانية الأسير وإمكانية أن يحيى حياة طبيعية إلى أن يُبت في أمره.
ولو قارنت أحكام الإسلام في الأسرى بأحكام النُّظم الأخرى لوجدت أن أحكام الاسلام متقدمة جدا على أحكام غيره
وللمزيد حول أحكام الإسلام فيما يخص الأسير ننصح بقراءة مقالة جمال نجم (معاملة الأسير في الإسلام) على هذا الرابط
http://www.hablullah.com/?p=2320
كما يمكنك الاطلاع على مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (استرقاق أسرى الحرب واتخاذ الجواري) على الرابط التالي
http://www.hablullah.com/?p=2742
المقالة الثانية تبين مدى التحريف الذي لحق بقضية ملك اليمين، وكيف تم تحريف معاني الآيات ذات الصلة لتكون دليلا على اتخاذ الجواري وتأصيل الاستعباد.
سلام عليكم
جانبكم الكريم يقول : لا يصح نكاح الأمة مع القدرة على نكاح الحرة
أفلا يعد ذلك تمييزا ؟! في الوقت الذي جانبكم الكريم يدافع عن عدم تمييز الاسلام بين زواج الحرة وزواج ملك اليمين باعتبار كلاهما بموجب عقد شرعي ؟
فإذا جاز لي التعبير ان اقول ان الرد غير موفق
ثم ان جنابكم الكريم تعتقد في قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (النساء، 25) ان المحصنات هن الحرائر في اعتقادكم الكريم . في حين ان مورد الآية ليس ذلك وانما المحصنات المستثنات من التحريم حين قال سبحانه ((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ….. وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )) مما يعني ان المحصنات المستثنات هن من وقعن في الأسر فاصبحت من حقها ان تفسخ عقد النكاح من زوجها الأصلي (إن رغبت) ويحل لمن ملكها ان يتزوجها بموافقتها وبموجب عقد شرعي .. مع التقدير
وان لم ترغب في تطبيق زوجها ما العمل… تم أيعقل ان تتزوج او تنكح امرأة لرجل اخر…. هدا كلام مردود… وفي الاخير اجب بصراحة.. اترضاها لأمك تو اختك؟؟!!!
اهلا وسهلا بحضرتك سيد جمال يوجد حديث فى صحيح مسلم معناه جواز استرقاق الأسرى ووطء الاسيرة وهذا هو الحديث ((غزونا فزارة وعلينا أبو بكر ، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ، فلما كان بيننا وبين الماء ساعة ، أمرنا أبو بكر فعرسنا ، ثم شن الغارة ، فورد الماء ، فقتل من قتل عليه ، وسبى ، وأنظر إلى عنق من الناس فيهم الذراري ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل ، فرميت بسهم بينهم وبين الجبل ، فلما رأوا السهم وقفوا ، فجئت بهم أسوقهم وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من أدم – قال : القشع : النطع – معها ابنة لها من أحسن العرب ، فسقتهم حتى أتيت بهم أبا بكر ، فنفلني أبو بكر ابنتها ، فقدمنا المدينة وما كشفت لها ثوبا ، فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق ، فقال : ” يا سلمة ، هب لي المرأة ” ، فقلت : يا رسول الله ، والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا ، ثم لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد في السوق ، فقال لي : ” يا سلمة ، هب لي المرأة لله أبوك ” ، فقلت : هي لك يا رسول الله ، فوالله ما كشفت لها ثوبا ، فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ، ففدى بها ناسا من المسلمين كانوا أسروا بمكة)) ما رأي حضرتك ارجو الرد من فضلك لو سمحت ارجوك سيد جمال
ما دليلكم على أن “العربي لا يسمي الأمة المعقود عليها زوجة، والقرآن نزل بلغتهم وهو يراعي ما تعاهدوه من الكلام”؟ هل يوجد مرجع تاريخي يذكر هذا الشيء؟
أليس الرسول صلى الله عليه وسلم جمع بين زوجاته وملك يمينه مثل ماريا القبطية فقد كانت ملك يمينه صلى الله عليه وسلم مع سائر زوجاته كا صفية بنت حيي وعائشة بنت الصديق
مع كل الاحترام في من سبقكم بهذا البحث من سنوات باحثه مصرية اسمها رباب