السؤال: يقال إن تارك الصلاه كافر؟ ماذا يعني ترك الصلاة؟ وماذا لو _ في يوم واحد_ ترك صلاة الظهر و العصر و أقام صلاه المغرب و العشاء؟ و هل يتقيد ترك الصلاه بعدد صلوات معين؟
الجواب: هناك فرق بين التهاون في أداء الصلاة وبين جحودها وإنكارها، فالمتهاون فيها كالذي يؤخرها عن وقتها أو يصلي بعض الأوقات ويترك الأخرى لا يعد كافرا وإنما هو مرتكب لذنب عظيم يستوجب توبته وندمه على ما فرط في حقّ الله تعالى .
فلا يصح القول بكفر من ترك الصلاة تهاونا بها، فمن ترك صلاة أو عدة صلوات فإنه آثم ويلزمه التوبة من ذلك، ولا يجوز أن يوسم بالكافر.
لكن من ترك الصلاة جاحدا لها ومنكرا لفرضيتها فهذا مختلف ، حيث إن إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة كالصلاة وغيرها من أركان الاسلام فهذا كفر وتنكر لأمر واضح من أوامر الله تعالى، ونحن نعلم أن إبليس قد كفر لتنكره لأمر واحد من أوامر الله تعالى وهو السجود لآدم، فجحوده لأمر واحد كان كافيا لطرده من رحمة الله وتحوله من مؤمن إلى كافر.
ولا بد أن أنوه هنا أن جزاء الكفر لا يكون إلا في الآخرة، فلا يُحاسب الإنسان على كفره في الدنيا، والواجب تجاه الكافر أو الفاسق هو بيان الحق له ودعوته بالتي هي أحسن فإن تاب وأناب فإن الله تعالى يغفر للتائبين بإذنه، وكان لمن نصح الأجر والثواب، وأما إن أعرض فيُترك أمره إلى الله تعالى، لأنه ربما يتوب بعد ذلك وربما يموت على كفره؛ فأمره إلى الله تعالى. قال الله تعالى {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} (الكهف،29)
أضف تعليقا