السؤال: بيّن القرآن الكريم أن الأخ يرث ضعف أخته، ما الحكمة من ذلك؟ والبعض يقول أن القرآن الكريم نزل في بيئة وزمان كان النظام الاجتماعي فيه مختلفا حيث كان الأخ مكلفا بالأخت عند عدم وجود الأب والزوج وهو يتحمل المسؤولية عنها في كل شأنها. لكننا اليوم في زمان مختلف حيث تنافس الأخت أخاها في ميادين الحياة والعمل فلم يعد أي مسؤولية للأخ تجاه أخته، وإن كان الحال كذلك فهل ما زال الحكم ساريا بمعنى أن يرث الاخ ضعف أخته بالرغم من التغير الكبير في منظومة الحياة الاجتماعية، بمعنى آخر هل يمكن القول أنه نظرا للتغير في النظام الاجتماعي يمكننا إعطاء الأخت نفس مقدار أخيها في الميراث؟
الجواب: جميع أحكام القرآن مستحقة التطبيق إلى يوم القيامة، ولا يحقُّ لأحد أو هيئة أن يدعي حق نسخ أحكام القرآن أو تبديلها تحت أي ذريعة، وآيات القرآن حجة علينا ما بقي الانسان على هذه الارض، وقد بيَّن الله تعالى أحكام الميراث بالتفصيل كما ورد في الآيتين 11 و 12 من سورة النساء، ثم بعد بيانه سبحانه قال:
{تلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} (النساء، 14)
يظهر من الآيات أن توزيع الميراث هو قانون فرضه الله تعالى على العباد، وقد وصف ذلك القانون بالحد الذي لا يجوز لأحد تجاوزه أو تبديله أو التعديل فيه تحت أي ذريعة أو مبرر، ولا يملك المسلم سوى التسليم لحكم الله تعالى والقبول به والإيمان بأنه الخير في الدنيا والآخرة.
ولم يذكر الله تعالى العلة في إعطاء الذكر مثل حظ الأنثيين، ربما لأن ذلك تعرفه الفطرة السليمة، أو لأنه منسجم مع النظام العام في الاسلام، ويمكننا تسجيل ملاحظاتنا حول الحكمة من ذلك فيما يلي:
1_ عندما يتزوج الرجل فإنه يدفع المهر لزوجته بينما أخته تأخذ المهر من زوجها.
2_ يكلف الرجل بايجاد البيت والنفقة على أسرته، بينما تُعفى من ذلك أخته بعد زواجها. ولهذا أيضا عندما يموت أحد الزوجين فإن ميراث الزوج يكون ضعف زوجته قال الله تعالى {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} (النساء، 12)
فالرجل هو المكلف بالنفقة على زوجته وأهل بيته، أما الزوجة فلا تُكلَّف بذلك ولو كانت صاحبة مال، وإن أنفقت من مالها فهي متطوعة.
2_ عندما يقوم الرجل بواجباته المالية تجاه زوجته وأولاده فإن ذلك يشعره وعائلته بالرضا، وهو عندما يأخذ نصيبا زائدا في الميراث فإن ذلك يذكره بواجباته ومسؤولياته تجاه أسرته.
3_ عندما يكون الوضع المالي للرجل جيدا فإنه يستطيع المحافظة على أسرته قوية ومتماسكة، وعندما لا يستطيع الرجل تلبية حاجات زوجته وأولاده تضعف رئاسته للأسرة لفقدانه أحد العناصر المهمة في القيادة.
أما إن كانت الزوجة غنية والزوج فقير فالنتيجة عدم توزان الأسرة مما يؤدي إلى التأثير السلبي على تربية الأولاد ونشأتهم ودورهم في المجتمع.
والإسلام إذ يهدف إلى إنشاء الأسر المتوازنة التي تشكل المجتمع القوي لا بد أن يعطي الأهمية للدور القيادي للرجل في أسرته، وهذا لا يتأتى بدون تميز الرجل ماديا وهو ما راعته آيات توزيع الميراث.
وفي سياق ذكر قوامة الرجل على زوجته قال الله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء، 34) فكان إنفاق المال أحد الاسباب التي جعلت الرجل يُكلف بالقوامة.
ينصح بقراءة مقالة ( أسباب الخلافات الزوجية) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=1425
آية للذكر مثل حظ الأنثيين ليس فيها دلالة علي أن للذكر ضعف الانثين
و لو كانت الآية …للذكر مثلي حظ الأنثيبن ..نعم كلامكم صحيح
اذا مفهوم الآية أن الرجل إذا كان واحدا ياخذ ثلثي لا كل المال