السؤال: نرى البعض ينحنون عند مصافحة الآخرين لا سيما عند مصافحة كبار السن أو العلماء أو المسؤولين، فهل هذا جائز؟
الجواب: حثَّ الاسلام على تبادل التحية، وينبغي على من تُلقى إليه التحية أن يردَّ بمثلها أو بخير منها كما ورد في قوله تعالى {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} (النساء، 86)
والمصافحة من تمام التحية وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ عليها بقوله ” ما من مسلمين يلتقيان، فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا “[1]
ولم يُعرف الإنحناء أثناء المصافحة عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، ولعله كان عادة العرب ألا تفعل، وقد روي ما يشير إلى كراهة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فعن أنس بن مالك، قال: “قال رجل: يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: لا”[2]
وهذا الحديث ليس بالقوي ، وعلى افتراض صحته فلا يعدو أن يكون النبي قد راعى نظرة المجتمع للإنحناء، حيث كان العرب يرون به نوعا من الذلة، وعليه نقول أن هذا الأمر يُترك لعادات الناس في كل بلد، فمن يراه يعبر عن الاحترام فلا بأس به، ومن رآى فيه تعظيما للمصافَح وذلة للمصافِح فينبغي تركه. والله تعالى أعلم.
[1] رواه أبو داود (5212) ، وابن ماجه (3703) ، والبيهقي 7/99، وابن عبد البر في “التمهيد” 12/246 و13/21، والبغوي في “شرح السنة” (3326) – والترمذي (2727) والبيهقي في “شعب الإيمان” (8954 وأخرجه الدولابي في “الكنى” 1/107، والبخاري في “الأدب المفرد” (971) وأحمد في المسند (18594) و (18699) .
[2] أخرجه ابن أبي شيبة 8/619، وعبد بن حميد (1217) ، والترمذي (2728) ، وابن ماجه (3702) ، وأبو يعلى (4287) وحسنه الترمذي والألباني
أضف تعليقا