السؤال: يشترط المعلمون في بعض المدارس أن يتوضأ الطلاب قبل درس القرآن الكريم لعدم جواز قراءة القرآن بدون وضوء، كما يشترطون على الطالبات أن يلبسن غطاء الرأس. هل من دليل من القرآن الكريم والسنة الشريفة على ذلك.
الجواب: لا يُشترط الوضوء لقراءة القرآن الكريم أو سماعه أو لمسه، وبحسب القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فإن ما يُشترط له الوضوء هو الصلاة. وما يُحتج به من أحاديث توجب الوضوء عند قراءة القرآن ضعيفة لا يقوم بمثلها حجة.
يستطيع الطلبة في المدارس والجامعات أن يقرؤوا القرآن سواء من المصاحف أو عبر الوسائل التقنية الحديثة دون أدنى حرج، وهذا الحكم ليس برخصة لهم وإنما هو حكم أصيل يشملهم ويشمل غيرهم، فيجوز للمسلم ولغير المسلم أن يقرأ القرآن من المصحف أو غيبا مطلقا سواء كان على وضوء أو لم يكن.
2_ تستطيع الطالبة وغيرها من النساء أن تقرأ القرآن ولو كانت حائضا، فالحيض لا ليس مانعا من صحة قراءة القرآن الكريم سواء من المصحف الورقي أو الالكتروني ، كما تستطيع أن تقرأ الأدعية والأذكار المختلفة. والشيء الوحيد الذي لا تفعله الحائض هو الصلاة.
3_ يجب على المسلمة البالغة تغطية شعر الرأس أمام الرجال الأجانب عنها (غير المحرمين على التأبيد) وهذا أمر الله تعالى الذي لا ينبغي مخالفته حيث قال سبحانه{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الأحزاب، 59). لكن تغطية شعر الرأس ليس شرطا لصحة قراءة القرآن ، لهذا لا تُلزم الطالبات بغطاء شعر الرأس أثناء الدرس، ولا ينبغي أن يكون عدم وجوده عائقا أمام حضور الطالبة للدرس.
ما يجب فعله عند إرادة قراءة القرآن هو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كما ورد في قوله تعالى {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (النحل، 98) فقد بينت الآية ما يجب فعله عند قراءة القرآن ألا وهو الاستعاذة لا شيء غيرها.
وعن عبدِ الله بن عباس: أن رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلم – خرج مِن الخَلاء، فقُدِّم إليه طعامٌ، فقالوا: ألا نأتيكَ بوَضوءٍ، فقال: إنما أُمِرْتُ بالوُضُوء، إذا قُمْتُ إلى الصّلاة”[1] والمراد بالوضوء هو الوضوء الشرعي لا مجرد غسل اليدين. وفي الحديث دلالة على أن الوضوء لا يجب إلا للصلاة، وهذا يعني أنه لا يشترط لقراءة القرآن أو غيره من العبادت.
وينبغي التنويه هنا أن الطواف بالبيت العتيق هو من قبيل الصلاة فيشترط له الوضوء فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله “إنما الطواف صلاة”[2] .
[1] أخرجه الترمذي (1953)، ومسلم (374)، والنسائي في “الكبرى” (6703) وهو في “مسند أحمد” (1932) و (2549) و (3381)، و”صحيح ابن حبان” (5208).
[2] مسند أحمد (15423) و (16612) والترمذي (960) والحاكم 1/459، 2/266-267، وصححه ابن خزيمة (2739) ، وابن حبان (3836) ، ولفظه عند ابن حبان: “الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أحل فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير”. وعبد الرزاق في “المصنف” (9788) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في “السنن” 5/87 وأخرجه النسائي في “المجتبى” 5/222، وفي “الكبرى” (3945)
أضف تعليقا