السؤال: ولدت في عائلة مسلمة ومن الطبيعي أن أكون مسلما لأنني تربيت على ذلك، وهذه نعمة والحمد لله. أما الذي يولد في أسرة وبيئة غير مسلمة فهل يعتبر هذا الشخص غير محظوظ أو مظلوم لأنه لم يُتح له فرصة الولادة في بيت مسلم؟
الجواب: كلا . الذي لا يولد في بيئة غير مسلمة لا يعتبر مظلوما، لأنه لا يتحمل المسؤولية التي يتحملها من ولد في أسرة مسلمة.
المطلوب من هؤلاء شيئان:
الأول: عدم الإشراك بالله تعالى؛ لأن توحيد الله هو من صميم فطرة الإنسان، يدل على ذلك قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ.وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الأعراف، 172_174) فالإنسان منذ أن يولد ويفتح عينيه على الدنيا وهو يرى آيات الله تترا، وكلما يكبر يتعرف على المزيد من آيات الله الكونية فمثلا يرى المطر ينزل من السماء فينبت الزرع كما يرى آيات الله في السماء والأرض، إذ أن كل شيء ينبئه بأن من أبدع هذا الوجود هو إله واحد فيؤمن به ويتوجه إليه ولا يقبل معه شريكا من خلقه.
الثاني: أن يقوم بالأعمال الصالحة التي يقبلها العقل السليم وأن يبتعد عن الأعمال القبيحة التي تنفر منها الفطرة السليمة. يقول الله تعالى مذكرا بذلك {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ. وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ. وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (البلد، 10)
إن غير المسلم لا يكلف بالأحكام التي لا تعرف إلا عن طريق الأنبياء، لأن الحجة لا تقوم إلا بالنبي.
أما إن وصلته دعوة النبي وقامت الحجة عليه لزمه اتباعه ويصبح في هذه الحالة مكلفا كالمسلم الذي ولد في أسرة مسلمة.
أضف تعليقا