تقديس رسائل النور
إنّ جزءاً كبيراً من رسائل النور يتحدث عن تقديس رسائل النور وسعيد النورسي وطلابه. ولو فُصِل هذا القسمُ منها لأصبحت كتيبات صغيرة. وقد تكلمنا عن بعضها ونلقي النظر الآن على بعضها الآخر:
في هذا العصر الغريب الرهيب الذي لم يسبق له مثيل، العصر الذي أصاب المؤمنين هزات، ولقوا عدوا شرسا وأحاط بهم نار الكافرين الخلص. إنّني على ثقة أنّه لا يوجد فلاح إلا باللجوء إلى مصدات نوارنية متينة رصينة لرسائل النور مزودة بكل أجهزة قوية والدخول إلى دائرتها المقدسة. وبإنقاذ إيماننا نحول الموت الذي يظن البعض أنّه عدم إلى الحياة الأبدية.[1] فهي غذاؤنا الروحي ومفتاح لسعادتنا الأبدية.[2]
ونرى الآن بعض ما وصفت بها رسائل النّور من الخصائص والميزات:
إنّ رسائل النّور مصدَّقة من الله
إذا كان الفلاح برسائل النّور كما تزعم جماعة النّور، فلا بد من أن تكون مصدَّقة في الكتب السماوية السابقة. ولم يهمل سعيد النورسي هذا بل أكده بكتابة رسالة تحت عنوان: “السكة التصديقية الغيبية”. (أي أنها رسالة تخبر عن الغيب). جاء فيها:
“هذه الرسالة من أولها إلى آخرها تثبت بآلاف الإشارات حقيقةً واحدةً تؤيدها آلافُ الإشارات والدلائل؛ وهي أنّ رسائل النور قد تمّت المطابقة عليها فأصبحت مصدَّقة. فوجود آلاف الإشارات والدلائل المختلفة في دعوى واحدة ليس دليلا فسحب في درجة العلم القطعي بل هو دليل في درجة الشهود والقناعة تثبت حقِّية تلك الدعوى.[3]
وعلى من يريد الإطلاع على كيفية هذا الإثبات قراءة الموضوع تحت عنوان: “سعيد النّورسي والقرآن الكريم”.
سبب كون رسائل النور بالتركية
قال الله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (إبراهيم، 14 / 4). يستدل سعيد النورسي بهذه الآية على كون رسائل النور بالتركية. كما صرح بذلك قائلا: تشير هذه الآية إلى أنّ رسائل النّور مثّلت ميراث الأنبياء والرسل؛ لأنه من القواعد الأساسية وجود الأوصياء والوكلاء لهم في كل عصر من العصور. كما تبين سبب كونها بالتركية، غير العربية.[4]
تُغفر الذنوب برسائل النور
يرى سعيد النّورسي أنّه ليس من حق أحد أن يتطاول على لمعات القرآن الكريم ورسائل النور بل يجب قبولهما ونشرهما بأكملهما. هذا ليكون كفارة لما تقدم من ذنبه المخيف ويكون مانعا لما يُتوقع من الفوضى والبلايا المهلكة.[5]
قارئ رسائل النور يصبح عالما
يرى سعيد النّورسي أنّه يمكن تحصيل العلوم في مدرسة رسائل النّور خلال 5 أو 10 أسابيع وقد يستغرق تحصيلها في المدارس القديمة 5 أو 10 سنوات. أي يمكن الوصول في هذه الفترة القصيرة إلى نفس النتائج التي كانت ستستغرق ما يقرب من عشر سنوات في المدارس القديمة.[6]
نموذج من تقديس رسائل النّور
لو فصلنا من رسائل النّور ما يدل على تقديسها لما بقي منها إلا قليل، أي لأصبحت كتيبات صغيرة. ونذكر منها “الآية الكبرى” على سبيل المثال، ونقف على أهم النقاط فيها:
أنّها أمليت على سعيد النورسي
يقول سعيد النّورسي في مقدمة رسالته التي سمّاها بـ “الآية الكبرى”: إنّ طول المقدمة الآتية، وتوضيحها المسهب، كان بدون اختيار مني، فهناك إذن حاجة أن أملي عليّ هكذا.[7]
على رضي الله عنه هو الذي سمّاها بهذا الإسم
ويصف سعيد النورسي الآية الكبرى بقوله: وهذه الرسالة قد سُمّيت من قبل علي رضي الله عنه بما تلقاه من الغيب بـ “الآية الكبرى وعصا موسى” لأنها ذات أهمية عظيمة.[8]
أن عليّا قد استشفع برسائل النور
يقول سعيد النورسي: حين أخبر علي رضي الله عنه بأجزاء رسائل النور دعا قائلا: “آمنّي بالآية الكبرى من فجت” (أي الموت فجأة). واجعلها شفيعا.[9]
أنّ رسائل النور دليل “لا إله إلا الله”
يقول سعيد النورسي: إنّ الحجة الإيمانية في هذه الكلمة هي رسالة “الآية الكبرى” تلك الرسالة الخارقة التي لا نظير لها.. لذا قد استشفع بها الإمام علي رضي الله عنه قائلا: “وبالآية الكبرى أمني من الفجت” (أي الموت فجأة).[10]
أنّ رسائل النور منقذة
يقول سعيد النورسي: فقد أدت إلى نيل طلاب النور بالبراءة من المحكمة، وظهورهم في سجن “دنيزلي” وانتصارهم في كل من محاكم “أنقرة ودنيزلي” وانتشارها بالخفاء انتشاراً مؤثراً.
أنها حمت الدكان من الحريق
يقول سعيد النورسي: وقد اشتعلت النيران في دائرة من الدوائر الحكومية في اسبارطة في ساعة من الليل والتي اشتد فيها البرد واستمر الحريق لمدة ثلاث ساعات. كان الحريق يتقدم بسرعة إلى المتجر المجاور الذي يملكه أحد طلاب رسائل النور. وجاء إليَّ قائلا: ” حريق! الحقوني!”. وقد طلبت منه قبل يومين أن يأتي ببعض النسخ من الآية الكبرى التي كانت في متجره. أي أنّها بقيت هناك لتطفئ الحريق. قلت مستشفعا برسائل النور والآية الكبرى: يا رب انقذ! لم يُبقِ الحريق الرهيب الذي استمر ثلاث ساعات شيئا من الدائرة الحكومية الكبيرة. وكذلك المتاجر المجاورة لها والمتاجر تحتها أصبحت رمادا بأكملها. ولكن المتجر الذي كان في حماية رسائل النّور والآية الكبرى لم يصل إليه الحريق. وكذلك متجر الطالب الذي تحته لم يصل إليه الحريق.[11]
[1] Emirdağ Lâhikası (1), Mektup No: 81,a.g.e, c. II, s.1733.
[2] Şualar, On Dördüncü Şuâ, a.g.e, c. I, s.1111.
[3] Kastamonu Lahikası, a.g.e, c. II, s. 1651,
[4] Şualar, Birinci Şua, Dördüncü Ayet, a.g.e, c. I, s. 847.
[5] Sikkei Tasdiki Gaybî, a.g.e, c. II, s. 2061.
[6] Sikkei Tasdiki Gaybî, a.g.e, c. II, s. 2061.
[7] Şuâlar, Yedinci Şuâ, a.g.e, c. I, s. 895.
[8] Şuâlar, Yedinci Şuâ, a.g.e, c. I, s. 895.
[9] Şuâlar, On Beşinci Şuâ, a.g.e, c. I, s.1116
[10] Şuâlar, On Beşinci Şuâ, a.g.e, c. I, s. 1116.
[11] Emirdağ Lahikası, Yirmi Yedinci Mektup, a.g.e, c. II, s. 1723.
أضف تعليقا