حبل الله
رسم ذوات الأرواح وصناعة التماثيل

رسم ذوات الأرواح وصناعة التماثيل

السؤال: ما حكم رسم ذوات الأرواح تحديدا الشخصيات الكرتونية؟ وما هو الحكم في صناعة التماثيل بشكل عام وخاصة المجسمات التي تستخدم في معارض بيع الملابس؟

الجواب: لم يرد في القرآن الكريم حكم بتحريم رسم ذوات الأرواح أو تصويرِها أو تمثيلِها، بل ورد ما يفيد تحليل ذلك في الآيات التالية:

يقول الله تعالى ممتنا على عيسى بن مريم {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي} (المائدة، 110). فالمسيح عليه السلام كان يصنع من الطين كهيئة الطير، وهو تمثيل بلا ريب، وهذا لا يعني شيئا إلا أن ينفخ فيه فيكون طيرا حقيقيا بإذن الله تعالى، وكان ذلك من الأدلة على كونه رسول الله.

وربما يجادل البعض بالقول إن الآية لا تدلُّ على إباحة رسم وتمثيل ذوات الأرواح لأن ذلك كان على سبيل المعجزة فلا يقاس عليه الحكم العام بتحليل التصوير والتمثيل.

واعتراضهم لا وجه له، لأن النبي لا ينبغي له أن يفعل محرما ليكون بعد ذلك معجزة له. والآية التالية تقطع ما اشتبهوا فيه باليقين:

يقول الله تعالى في سياق الامتنان على سليمان عليه السلام وما سخر له من خدمة الجن {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} 2.

فقد دلت الآية على أن نبي الله سليمان عليه السلام كان يأمر بصناعة التماثيل، ولا يمكن أن يأمر النبي بحرام دون أن يُزجر عليه، بل حدث العكس تماما حيث أخبر الله سبحانه بهذا على سبيل الامتنان عليه.

وقد أشكل على جمهور العلماء الأحاديثُ الواردة في ذم التصوير والتماثيل؛ لأنهم أهملوا الربط بين الآيات السابقة وبين الأحاديث التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم بهذا الخصوص، ثم إنهم لم ينظروا إلى الغرض المتخذ من صناعتها، لذلك لم يستطيعوا التوصل إلى الحكم الصحيح في المسألة.

كيف نفهم الأحاديث الواردة في ذم التصوير؟

ورد في بعض روايات الحديث ما يفيد ذم التصوير والتمثيل ، والعلة _ كما يظهر من الأحاديث_ هي تعظيم غير الله ومضاهاة خلقه سبحانه وتعالى. كحديث “الذين يضاهون بخلق الله” ، وفي بعض الروايات: “الذين يشبهون بخلق الله”[1]

ولا شك أن عبادة غير الله تعالى كفرٌ بواح يخرج الانسان من الدين سواء أكان المعبود تمثالا أو إنسانا أو مظهرا من ظاهر الطبيعة كالشمس والقمر وغير ذلك، ولكن لا يقول أحدٌ أن عبادة شيء يجعل منه كائنا محرما أو صناعته محرمة باطلاق، فقد عبد النصارى المسيح وأمَّه عليهما السلام، لكننا نصلي عليهما، وعبد أقوامٌ الشمسَ والقمرَ من دون الله تعالى، لكنهما بقيا آيتين من آيات الله سبحانه.

ولو عبد قوم السيارة مثلا، فلا يجعل ذلك من صناعتها للركوب أمرا محرما.

أما علة المضاهاة فينقضها القرآن جملة واحدة، حيث  تقرر الآيات التالية أنه لا يمكن للانسان مضاهاة خلق الله تعالى .

قال الله تعالى {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (الرعد، 16) تنص الآية أنه لا يوجد سبب منطقي يجعل الناس يُعرضون عن عبادته سبحانه، لأنه متفرد بصفات الاله الخالق الذي لا يختلط فعله بفعل غيره من خلقه، وقد أوردت الآية مثالا عن عجز الشركاء أن يخلقوا كخلق الله تعالى، فلا يوجد ما يشتبه على الأذهان.

وقال سبحانه {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} (الطور، 36) تقرر الآية أن الانسان مخلوق ليس غير ذلك.

ولو اجتمع الناس على أن يخلقوا شيئا يضاهي خلق الله تعالى فلن يستطيعوا حتى لو كان ذبابة:

يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ. مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج، 73_ 74) البشر مجتمعين لن يقدروا على خلق ذبابة. والقول بالمضاهاة هو تشبيه للخلق بالخالق وهو ما حذر منه سبحانه بقوله {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.

ولا جرم أنّ هذا الجزء من الروايات الذي ينص على علة المضاهاة لا يتوافق مع ما ذكرنا من الآيات التي نصت أن مضاهاة خلق الله غير ممكنة.

فينبغي فهم الأحاديث على ضوء القرآن الكريم. ولا يجوز أن يُعتدَّ بالحديث بمعزل عن الآيات ذات الصلة، وبهذا المنهج يمكننا الاحتراز عن الأحاديث الضعيفة والمدرجة والمزيد فيها.

فقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: “يا عائشة إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة: المصورون” 3.

ينبغي حمل الوعيد الوارد في الحديث على من صنع التماثيل لتُعبد من دون الله تعالى[2].

ومثل ذلك ما ورد من النكير على لسان إبراهيم عليه السلام لما رأى قومه يعكفون على التماثيل، حيث قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ. إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ. قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ. قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الأنبياء، 51_54)

وقد أنكر موسى عليه السلام على السامري صناعته العجل الذي ادعى بأنه إلهه وإله بني إسرائيل. ولم يكن نكيره عليه إلا لأن الغاية من صناعته العجل كانت لإضلال الناس عن دينهم.

ويلاحظ أنه لم يرد في القرآن نكير على صناعة التماثيل قط بل جاء النكير على عبادتها.

وبَيْنَ أمرِ سليمانَ بصناعة التماثيل وبين نكير إبراهيم وموسى على قومهما الاعتكاف عليها يظهر جليا أن الغرض من التماثيل هو الذي يحدد حكمها تحريما وتحليلا، ولا يشكُّ عاقل بحرمة صناعة التماثيل بغرض تعظيمها وعبادتها من دون الله، كما لا ينبغي لعاقل أن يحرِّم التماثيل التي تصنع لأغراض مباحة كما كان يفعل سليمان عليه السلام.

وقد رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يهدم التماثيل في الكعبة كما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصباً، فجعل يطعنها بعود في يده وهو يقول: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}[3] (الإسراء، 81)

فقد كانت تلك الأصنام الطاغوت الذي عبد من دون الله تعالى. وتصرُّفُ النبي صلى الله عليه وسلم جاء لتطهير الكعبة منها، تماما كما فعل أبوه ابراهيم من قبل؛ ليبين أنها لا تستحق العبادة والتعظيم.

وكذلك الأمر يقال عن الرسم باليد أو بالحاسوب (أفلام الكارتون) كل ذلك جائز إلا أن يكون لغرض محرم.

وقف السليمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة

الموقع: حبل الله www.hablullah.com

جمال نجم

 


[1]  أخرجه البخاري في الفتح 1/385 ومسلم 3/ 1671.

[2]  ومثله ما روي عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: ذَكَرَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ وَأُمُّ سَلَمَةَ  – رضي الله عنهما – لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ: “إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا , وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” البخاري (417) , ومسلم 16 – (528).

وعلة توصيف من صنعوا تماثيل الرجال الصالحين بشرار الخلق لأن القصد كان التوسل بهم وتعظيمهم من دون الله تعالى.

[3]  أخرجه البخاري (2346 ) ومسلم (1781).

التعليقات

  • السلام عليكم ورحمة الله

    يا أستاذ جمال نجم، قد ورد في صحيح مسلم عن سعيد ابن أبي الحسن هذا الحديث:
    إنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هذِه الصُّوَرَ، فأفْتِنِي فِيهَا، فَقالَ له: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا منه، ثُمَّ قالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا حتَّى وَضَعَ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ، قالَ: أُنَبِّئُكَ بما سَمِعْتُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: كُلُّ مُصَوِّرٍ في النَّارِ، يَجْعَلُ له، بكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا، نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ في جَهَنَّمَ. وقالَ: إنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلًا، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَما لا نَفْسَ له، فأقَرَّ به نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ.

    ما شرح الجزء الأخير من هذا الحديث الذي يشير إلى أن البديل لذلك الفعل هو صنع ما لا نفس له؟

    • وعليكم السلام ورحمة الله

      قد بيَّنا من خلال الآيات أن لا مشكلة في التصوير أو صناعة التماثيل إلا إذا كان المقصود صناعتها بهدف محرم، وهذا لا خلاف عليه.

      نعم هناك بعض الأحاديث تنهى عن التصوير كالتي أوردتُها في المقالة أو الذي ذكرتَه، لكن ينبغي فهم الأحاديث على ضوء القرآن الكريم. ولا يجوز أن يُعتدَّ بالحديث بمعزل عن الآيات ذات الصلة، وبهذا المنهج يمكننا الاحتراز عن الأحاديث الضعيفة والمدرجة والمزيد فيها.

      أما الاحتجاج بالحديث وجعله أصلا في المسألة فإن ذلك مدعاة لتعطيل النصوص القرآنية ذات الصلة، والحق أن القرآن حاكم على الرواية وليس العكس، فينبغي الانطلاق من القرآن في فهم المسائل ومن ثم البحث في الأحاديث فنختار منها ما يوافق الحكمة، تلك الحكمة التي ظهرت بأقوال النبي وأفعاله وعلمها أصحابه.

      الحكمة هي الحكم الصحيح المستخرج من الكتاب، ولمَّا كان نبينا مأمورا باتباع القرآن والحكم بموجبه والمجاهدة به اقتضى أن تكون أقواله وأفعاله تعكس جوهر الكتاب وتقدم النموذج العملي له. بناء على ذلك لا يمكن قبول رواية لا تتفق مع جوهر الكتاب وأحكامه لأن احتمال نسبتها للنبي تساوي صفرا حتى لو حكم الرجال بصحة سندها.

    • اولا لم تكن هناك الات تصوير في عهد الرسول (صلي الله عليه وسلم ) . فهذا الحديث مختلق علي ما اظن ان بعض الظن اثم لكن لنفكر بالمنطق قليلا. هذا راي لا اعلم أن كان صحيح أما خاطئ لكني قلته . والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته ⁦♡⁩

  • السلام عليكم
    ألا ينسخ شرعنا شرع ما قبلنا كما في مسألة السجود. فقد سجد أبوا يوسف وإخوته له رغم أن السجود لا ينبغي إلا تعظيما لله ويختص بالعقيدة. ألا يعني ذلك أن شرعنا ينسخ السماح بصنع التماثيل حتى وإن كانت العلة المضاهاة، وبذلك لا تعارض مع القرآن الكريم.

    • القرآن لا يُنسخ بالروايات؛ لأن الرواية الصحيحة لا تأتي بحكم يخالف القرآن، فالروايات تعكس جوهر القرآن ولا تأتي بأحكام جديدة أصلا.. نبيُّنا متبع للوحي وليس مشرعا، رسولنا يبلغ القرآن ويعلم الحكمة الموجودة فيه بدون نقص أو زيادة.. بناء على ذلك فالرواية التي تأتي بحكم يخالف القرآن لا بد أنها مختلقة أو محرفة بسبب تناقلها من شخص إلى آخر.

        • سجود أبويه وإخوته له (يوسف) وكذا سجود الملائكة لآدم كان بأمر مباشر من الله تعالى، وهما حالتان امتحن الله تعالى فيهما المعنيين، ولا يقاس عليهما ولا يصح أن يتخذا دليلا على جواز سجود الإنسان للإنسان.
          أما صناعة التماثيل فأمرٌ مختلف فقد جاء في قوله تعالى عن سليمان: {يصنعون له ما يشاء من تماثيل} فهذا ليس أمرا إلهيا مخصوصا بسليمان، وإنما رغبة منه عليه السلام لصناعتها، ومثل هذا يُعطي نموذجا للجواز، وبما أن القرآن صدَّقه ولم ينسخه فلا يمكن أن يقول النبي شيئا بخلافه.

  • وأيضاً علة التحريم مضاهاة خلق الله (قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ومَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أوْ شَعِيرَةً.)

  • يعطيك العافية أستاذ
    هناك صفحه حاليا تقوم بنشر تحريم الرسم لكن أدلتها لم تكن منطقية بالنسبة لي، و قد قلت لها عن تفسيرك للتحريم، و قالت إنها شبهات، و أن لها تفسير آخرا. فماذا أقول لها؟ و هل كلامها له وجه من الصحة؟

    • الله يعافيك ويبارك فيك
      لقد سقنا أدلتنا من القرآن الكريم وهي واضجة الدلالة، فإن كان الدليل من القرآن لا يكفيهم فتلك مشكلتهم.

      • بسم الله الرحمن الرحيم ،
        السلام عليكم
        ارجو ان ينظر احدكم الى تعليقي هذا ويفكر لماذا لم تاتنا حتى صوره واحده من النبي او اصحابه عدا ما يفعله بعض الشيعه ،
        ان ربنا امر النبي باخذ احسن ما في الواح موسى عليهم الصلاة والسلام وقال له ” وامر قومك ياخذوا باحسنها” .. ومن اوائل الوصايا التي جاءت في الالواح المنع من صنع التصاوير ويمكنكم قراءتها لتعلموا النص المترجم ..

        • وعليكم السلام ورحمة الله
          تصوير الأشخاص لم يكن شائعا حتى قبل 200 سنة فما بالك 1400؟
          ومن الواضح أنه لم تصلنا اي صور للنبي ولا لغيره ولا حتى لعرب الجاهلية،
          فعدم وجود صور للنبي الكريم لا يعني حرمة التصوير، وإنما يعني عدم وجود هذه العادة في زمانهم

          • يا استاذ ماذا عن حديث الملائكة لاتدخل بيت فيه صورة ماذا لو كان التصوير امرا محلالا على بني اسرائيل ومحرم علينا مثلما حُرِمت بعض الاشياء عليهم واحلت لنا ،بالإضافة الى وجود العديد من الاحاديث الصحيحة التي تدعم تحريم التصوير و الرسم

          • كون القرآن ناسخ للكتب السابقة فليس فيه حكم واحد أصعب من سابقه، يعني ممكن أن نتصور شيئا حرم على اليهود لكنه أحل للمسلمين، لكن العكس غير متصور البتة

  • السلام عليكم أستاذ جمال
    بحثت عن تفسير سورة سبا، يقول الله تعالى في سياق الامتنان على سليمان عليه السلام وما سخر له من خدمة الجن {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} 2.

    يفسر بعض الشيوخ أن المقصود من صنع التماثيل كان سيدنا سليمان يصنع تماثيل من الأشجار و الأنهار وليس تماثيل ذوات الأرواح ما قولك ؟

    • وعليكم السلام ورحمة الله
      هذا تفسير من عندهم وليس عليه دليل فلا يلزمنا
      الآية لم توضح مم كان يصنعها، أما الآية التي تذكر أن المسيح كان يصنع من الطين كهيئة الطير فتفند ما زعموا..
      ثم إن الفقهاء التقليديين يحرمون التماثيل بغض النظر عن المادة التي صنعت منها، بل ويذهب بعضهم لتحريم كل أشكال الرسم والتصوير الفوتوغرافي تاركين الآيات البينات ومتمسكين بروايات منسوبة إلى نبينا الكريم لا تتفق مع القرآن العظيم.

  • سلام عليكم استاذ جمال
    يفسر بعض الشيوخ سيدنا سليمان كان يصنع تماثيل من الأشجار و الأنهار وليس تماثيل زوات الأرواح
    ممكن رد وشكرا

    • وعليكم السلام ورحمة الله
      هذا تفسير من عندهم وليس عليه دليل فلا يلزمنا
      الآية لم توضح مم كان يصنعها، أما الآية التي تذكر أن المسيح كان يصنع من الطين كهيئة الطير فتفند ما زعموا..
      ثم إن الفقهاء التقليديين يحرمون التماثيل بغض النظر عن المادة التي صنعت منها، بل ويذهب بعضهم لتحريم كل أشكال الرسم والتصوير الفوتوغرافي

      • السلام عليكم يقولون ان الفن الاسلامي
        انه حلال لان خالي من هذه الامور
        والغريب وجود لوحات تصويريه لهم كذلك ساعه الفيل الشهيره

        • كذلك عندما تقولون ان يكون الرسم مثلا وفق الضابط الشرعيه تقصدون حجاب او غير مهم رسم ليس بحاجه لهذا الا اذا كان مثلا مسلسل ديني او الصلاه للاطفال المقصود من كلامي الموضوع الرسمه

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    شكراً على التفسير والشرح المفصل.
    رح احكي عن قصتي مع الرسم وايه هو القرار الصحيح الي لازم اخدو لاني خائف وضائع.
    لما تخرجت من الثانوية بعد ما تركت هوايتي الاولى الي كانت تربية الطيور لاني كنت اسمع انها حرام وكنت دائماً خائف من اني اتحاسب وفجأة توقفت عن تربية الطيور كلها. كهواية كنت ارسم شخصيات كرتونية احبها وبعدها مع الوقت تطور شغفي وصار هدفي اصير فنان قصص مصورة و صرت اجني رزقي من رسومات شخصيات خيالية وصرت رسام قصص مصورة وقصص اطفال وبسبب انو الرسم يحتاج تركيز ووقت عشان اتعلم تركت الجامعة من 3 سنوات وركزت كل جهدي في الرسم عشان انو هو كان شغلي وانا الابن الوحيد في الاسرة وحالياً انا عمري 23 واصرف على اخواتي واساعد اهلي بسنبة 70% في المصاريف حتى اني حصلت على شرف اني ادفع مصاريف ادوية والدتي لانها كانت مريضة بالسرطان في وقت ما والحمدلله هي تمام بفضل الله. كل شي كان تمام حتى اني اتقاضى اجر مرتب و احس انو ربي ييسر لي اموري ويرزقني من حيث لا احتسب بعد كل مرة احس فيها بعسر.

    لكن مؤخراً ف اخر 5 شهور اجا عندي صاحبي بعدما شاف مقطع من عند الشيخ الدكتور عثمان الخميس وحذرني انو كل مصور في النار لانه يضاهي خلق الله سواءً بقصد او بدون قصد. كمية الخوف الي حسيت فيها هذاك الوقت واجتني رعشة وماقدرت انام طول اليل وكنت جالس قرب النافدة اشوف من السما بعدما صليت الفجر وكنت محبط واقول.. انا ما اضاهي الله وحاشى افكر انو اسوي هيك.. مادري كيف اوصف الشعور لاني عاجز بالحرف لكن والله كنت منكثم وضاق صدري علي واعتقد اني مانمت هديك اليلة كلها وضليت مستيقض لحتى اليوم الثاني.
    من هذاك الوقت وانا ابحث فهذا الموضوع بشكل يومي تقريبا وماتمر لحظة الى ويجيني رعب خصوصاً فاوقات الصلاة. اقول لنفسي: انت تصلي وتذنب؟ ماتعرف الرسم يمكن يكون حرام صدق؟
    ما انكر حاولت اتوقف عن الرسم اكثر من مرة لمدة 5 شهور على التوالي بس ما اقدر.. هو مصدر دخلي الاساسي بعدما تركت كلشي وحسيت باحباط انو انا بعدما تخليت عن هوايتين اتنينهم كان شائع انهم حرام ”التصوير الفوتوغرافي وتربية الطيور” اكتشف انو ثالث هواية واحبها الى قلبي والي صارت شغلي الاساسي هي حرام كمان..حتى الدراسة ما اقدر ارجع لها في الوقت الحالي بسبب المصاريف والايجار وغيرها من الاتزامات…. رغم ان مو مأكد تحريم الرسم وفي اختلافات كثير في التفاسير. لكن ابي نصائحكم. ايش اسوي؟ لانو نفسيتي مسدودة وحتى اني صرت اتجاهل كل علاقاتي فشغلي وصحابي لان غالبيتها مع اناس يرسمون حتى غرفتي مليئة بادوات الرسم واجهزة شغلي بالرسم…وما اقدر اعرف ايش اسوي…

    • استمر بالرسم ولا حرج عليك إن شاء الله
      المهم أن لا يكون في الرسم ما يدعو إلى محرم
      الرسم بذاته ليس محرما كما أوضحنا في الفتوى.

  • السلام عليكم. لدي استفسار.
    هل هناك إشكال في رسم أبونا أدم و أمنا حواء على شكل نور؟ بمعنى إظهار شكل إنسان على هيئة نور. مثال على ذلك “vector art human figure”

    • وعليكم السلام ورحمة الله
      ليس هناك دليل صحيح على تحريم رسم الإنسان سواء الأنبياء أم غيرهم
      لكن المسلمين درجوا على كراهة رسمهم، ربما لعلو شأن الأنبياء فلا يكونوا محلا لرسومات مشوهة تسيء إليهم.

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بخصوص حجة أمر سيدنا سليمان عليه السلام بصناعة التماثيل فهناك من قال أنها مباحة في شريعته وبالتالي لا حرج عليه في فعلها

    • وعليكم لسلام ورحمة الله

      لو كان هذا صحيحا لاقتضى أن يكون هناك نص قرآني بالتحريم فينسخ الحل الذي كان لسليمان عليه السلام، ولما لم يوجد مثل ها النص فيبقى الأمر عل أصل الحل.

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    أود أن أشارك خاطرة لي في باب التصوير و التماثيل و تتمثل الخاطرة في عدة نقاط:

    أولا: أنا شخص مهتم جدا بمجال الألعاب الإلكترونية و من المعروف أنها تحتوي على رسوم و على تصوير الانسان وقد نزلت عليَّ أخبار تحريم التصوير كالصاعقة و أذكر أنني لم أتمكن من متابعة حياتي بشكل عادي و انعزلت في غرفتي في قمة الحزن و الخوف مما سمعت و لم أتمكن من النوم و قلت في نفسي أن الرسم و التصوير من المواهب التي وهبها الله لنا و الدليل على ذلك أن الاختراعات العلمية التكنولوجية حتى الهواتف هي من باب التصوير و محاكاة و مضاهاة ما يفعله الانسان من تذكر و معالجة ولو كانت فعلا مذموما لما استطعنا أن ندخل فيها أعمال فنية إسلامية كفيلم بعثة الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام وهو فيلم كارتوني جميل ولا ينكر ذلك أحد عل ما أظن.

    ثانيا: أن الرسم و التصوير و التماثيل عندما نقرأ عنها في الأحاديث توحي لنا بأن تحريمها شديد للغاية و أن فاعله مجرم جرما عظيما، و لكن لم يذكر في القرآن ما شابه ذلك بل يتجلى لنا في القرآن الكريم قصة سيدنا عيسى و قصة سيدنا سليمان عليهما السلام و لم يذم الله فعل التصوير في ذاته بل ذكر _ كما بينتم_ في موضع فضل من الله و منة منه و لم يفرق بين المعجزة عند سيدنا عيسى في تشكيل الطير و الرغبة في عمل التماثيل كما عند سيدنا سليمان، فمن المعقول و المنطقي أنه إذا كان هذا الفعل للمعجزة فقط لما كان لسيدنا سليمان من باب الزينة مثلا.

    و لكن يتبين لنا المقصد الشرعي من التماثيل في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام و أن فعل قومه فعل ضال لما عبدوه من أصنام و لم يكن التحريم من باب التصوير و لكن من باب العبادة و التعظيم و الضلال.

    و لو كان الحكم للتصوير ذاته لبينه الله تعالى في القصص التي قصها علينا سبحانه و لم تترك لتبين في الأحاديث و الروايات و التي يمكن أن يزيد عليها أو أن تعدل أو تحرف نظرا لأن الفعل كما يقول البعض من الشرك و الكبائر و أيضا لأنه مذكور في القرآن بغير ذلك موضع لاحتاج التفسير و التوضيح.

    و نقطة أخرى من باب التقسيم بين ما فيه روح و ما لا روح فيه عندي سؤال: أليس كل ما في الكون من خلق الله تعالى؟
    إذن كل مضاهاة لخلق الله بمقتضى الروايات الحديثية لا تجوز فلا فرق بين أنف و ذراع و طير و شجرة و جدول ماء و سماء و شمس و قمر و سائر ما خلق الله،

    و لا فرق إن مثلنا ذلك على ورق أو شجرة، فالمضاهاة مضاهاة في جميع الأحوال سواء بظل أو بدونه، فمثلا أليس الله بقادر على خلق صورة مما رسمنا فتعذب الرسام و يخلقها الله عز و جل على قدر إدراك الرسام؟

    ثم إن ما مكنا فيه الله و تبين لنا أن منه حلال و منه حرام، فمن الطبيعي أن استخدامه في الحلال حلال و في الحرام حرام.
    أو ليست عدسات الكاميرات من مضاهاة خلق الله في عمل العين البشرية و يظهر علينا منها الشيوخ الذين يحرمون الرسم و التماثيل؟!

    ثم إن الرسم أو التصوير أو المضاهاة أو التقليد فهذه من الفطرة الإنسانية و بدونها لما استطاع الانسان التفكير و الإبداع و التيسير على نفسه في حياته اليومية، و آثار ذلك ظاهرة أمامنا فمن المنطقي قياسا على الأحاديث أن كل تصوير ما دام محاكيا لخلق لما جاز و لكن على هذا الفهم تناقض الرواية مثيلاتها في موضعين وهما:

    في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة و السلام هتك القرام و تم تفصيله لوسادتين و كانتا داخل بيت النبي، و أن الوسادتين بقيتا داخل بيت رسول الله، العلة من ذلك الامتهان و لكن من بقية الروايات و الأحاديث لا يتضح أن العلة الامتهان،

    و مثلا في رواية أن سيدنا جبريل أمر النبي بقطع رأس التمثال فيكون كهيئة الشجرة، ولكن اذا بقي التمثال لظل على هيئة الانسان و لم يخلط به و الشجرة و من باب أخر أجاز النبي عليه الصلاة و السلام للسيدة عائشة رضي الله عنها اللعب بالدمى و لم ينكر عليها. أو لم يكن الإنكار أو المنع هنا أحب لأن الفعل ينافي الفطرة فكيف تنشأ عليه طفلة؟

    و أيضا أن هناك رواية بلفظ قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون. و يمكن أن يأتي هذا بالوصف لا بالحكم. بوصف المشركين في فعلهم و ليس على وجه الحكم و إن كان للحكم فيخالف ذلك فعل الجن لسيدنا سليمان لأنهم أيضا لا يخلقون.

    أما إن صحت الروايات و اتضح صدقها فتأتي في وصف قوم يزعمون أنهم يخلقون كخلق الله من دونه فمثلا كقصة فرانكلين شتاين في محاولة إحياء جثة عن طريق بث تيار كهربائي، و لكن أصلا المسلم صحيح الفطرة لا يظن و لا يزعم أنه يخلق مثل الله تعالى.

    و أن فكرة الخلق في حد ذاتها مستحيلة، فالإنسان لن يوجد شيئا من عدم فمهما حاول سيحتاج إلى مادة أولية مما خلق الله.
    فإننا مثلا نرحم و نعفو و نسمع و نبصر و نعلم و لكن هل هذه الصفات كصفات الله المثبتة ؟ بالطبع لا. إننا مثلا _و إن جاز التعبير_ نبدع، فهل إبداعنا كإبداع الله ؟

    ففعلا ينبغي للمسلم أن يفهم الحديث في إطار القرآن الكريم لا الاكتفاء بالحديث فقط عن النص القرني، فالمضاهاة و المشابهة مما يتبين في القرآن ليس فيهما بأس إن شاء الله تعالى، و لكن ينظر في الهدف وراء الفعل لا الفعل نفسه، و يجب أيضا أخذ الأحاديث بفهم النص القرآني و التمعن و الفحص الدقيق في استقامة الحديث مع القرآن فهناك أحاديث صحيحة السند لا يقبلها العقل و مع ذلك هناك من يعترفون بصحتها مثل مص لسان الحسن، و الله أعلم.

    فلا أظن أن الإيمان يكون هكذا بأخذ الأقوال و البناء عليها، و لكن الإيمان يكون بإعمال العقل فهو هبة الله تعالى للإنسان و مناط تكليفه، و إن دين الله يوافق الأخلاق الحسنة و الفطرة السليمة، و إن صحت الأحاديث فنفهمها بفهم القرآن لا بكلمة صحيح و إن كانت كل التصاوير حرام لما ترتب عليها منفعة شرعية التي يجيزها العلماء .

    • أود أن أعتذر و أوضح عن لهجتي في تعليقي و ذلك لكي لا يلتبس علي و لا على من يقرأ أني أهاجم النص الشرعي (إن كان صحيحا) لأن النبي صل الله علي و سلم كان قرآنا يمشي على الأرض و ما يبعث في نفسي من نفور و استغراب حين أقرأ مثل هذه الأحاديث هي الحجة المستدلة من النص ليس أكثر
      و هذا يمكن أن أقع فيه إذا استغنيت بالأحاديث عن كتاب الله و لكن حين قرأت هذا الرٱي هنا اقتنعت به و ما فيه من حجة خاصة الاستشهاد بالقرآن الكريم في مواضع التصوير و أن هذا لا يتعارض مع قبح فعل من يتحدى الله و يضاهيه
      و مع ذلك لن يستطيع
      فأقول و بالله تعالى التوفيق
      أنه يجب الاعتدال في استخلاص الأحكام المرادة من النصوص الشرعية و الاستدلال بها كافة ليتوافق بعضها مع بعض و يتبين مراد الله تعالى من الحكم
      لكي لا نقع في إنكار لقول رسول الله أو مغالطة مقصد آية كريمة.
      قليل من العلم يجعلك كافر و كثير من العلم يجعلك مؤمن
      فاللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.

  • ممكن إيضاح في قوله تعالى{وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي}
    هل بإذني في الآية معناها بإذن من الله بالاختصاص في تحليلها ؟

    • الاختصاص ليس في التحليل وإنما في بدء الاشتغال بصنع هيكل الطير من الطين، إذ لو لم يكن معه الإذن والأمر من الله بصنع ذلك لما صنعه من تلقاء نفسه، فلما أمره الله تعالى بذلك وامتثل لأمره كان صناعته لهيكل الطير بإن الله تعالى، وهو كما قال الله تعالى لموسى فألق عصاك فلما ألقاها تحولت إلى أفعى، فقد كان إلقاء العصى بإذن من الله تعالى ولولا ذلك الإذن لما تحولت العصا إلى أفعى ولما تحول هيكل الطير إلى طير حقيقي.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.