السؤال: ما هي ميزة الكعبة المشرفة حتى أمر الله تعالى الناس بالحج إليها؟ وهل حج إليها الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: الكعبة المشرفة هي خاصة الله تعالى من أرضه حيث جعل فيها البركة والهدى. قال الله تعالى {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} (آل عمران، 96) بحسب الآية فإنّ أول بيت بني لعبادة الله تعالى على هذه الأرض هو الكعبة المشرفة، ولأنّ آدم عليه السلام هو أول البشر وأبوهم فلا بد أن يكون هو من بنى الكعبة المشرفة.
وقد استحق زائروها الثواب والأمن. قال الله تعالى {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (البقرة، 125)
بقيت الكعبة محجا للناس إلى أن هُدمت في طوفان نوح عليه السلام. وقد أمر الله تعالى نبيه إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام برفع قواعدها، ثم دعوا الله تعالى أن يعرفهما المناسك من جديد. قال الله تعالى بلسانهما {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة، 128)
بعد أن رُفعت القواعد من البيت وبانت المناسك ، أمر الله تعالى نبيه إبراهيم بأن يؤذن في الناس بالحج بقوله تعالى {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج،27) ولم يُؤمر إبراهيمُ بغير الأذان في الحج لأنه مشروع قبله ويعرفه الناس، ولا بد أن يكون جميع الأنبياء قد حجوا البيت من لدن آدم حتى محمد عليهم أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.
وقد فرض الله تعالى الحج على أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما فرضه على الأمم السالفة. قال تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران، 97)
وفي فضل الحج وردت أحاديث كثيرة منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه »[1] لأنه مكفر للإثم ورافع للدرجات.
وقال صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»[2].
[1] أخرجه مسلم (1350) والدارقطني 2/284 وأحمد (7381) و (9311) و (10274) و (10409)
[2] أخرجه مالك في الموطأ 1 / 346، وأحمد في المسند 2 / 246، 461، 462، 3 / 447، والبخاري 2 / 198، ومسلم 2 / 983 برقم (1349، 1350) ، والترمذي 3 / 272 برقم (933) ، والنسائي 5 / 112، 113، 115 برقم (2622، 2623، 2629) ، وابن ماجه 2 / 964 برقم (2888)
أضف تعليقا