السؤال: انا شاب مصاب بالوسوسة ومنذ أشهر أصابني وسواس أدى إلى تفكيري في الإلحاد وهو موضوع الصلاة والصيام في القطبين ولم أجد جوابا شافيا إلا فيما ذكره أ.د عبد العزيز بايندر في بحثه حول مواقيت الصلاة ,, و أريد أن ازداد فهما في هذا الموضوع. اليس هذا يعدُّ تناقضا في القرآن؛ لأن الله جعل الليل لباسا والنهار معاشا بينما في المناطق القطبية قد يطول الليل والنهار كل واحد إلى 6 أشهر .
الجواب: اذا أصيب الانسان بوساوس الشيطان فعليه أن يستعيذ بالله تعالى منه كما أمرنا الله تعالى في كتابه {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الأعراف، 200)
واذا أشكل عليك أمر فابحث عنه ولا تستسلم لنزعات الشيطان؛ فعدم معرفتك بالشيء لا يعني كون الدين خطأ أو القرآن متناقضا، بل هو نقص العلم، لذا علمنا ربنا أن ندعوه {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه، 114)
أما ما يتعلق بالليل والنهار في القطبين فإنهما يتحققان كل يوم وليس كل 6 أشهر
وقد بينا في بحثنا (أوقات الصلاة في القرآن الكريم)[1] أن الليل والنهار يتعاقبان بالرغم من وجود الشمس في السماء أو غيابها، لأن الليل والنهار آيتان من آيات الله تعالى وهما مستقلان عن آية الشمس، فالنهار يجلي ضحى الشمس بينما الليل يطمسه قال الله تعالى {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا. وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا. وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} (الشمس، 1_4). فضحى الشمس وليس ضوؤها هو العلامة الفارقة بين النهار والليل في المناطق القطبية، لذا خصه الله تعالى بالقسم. ومن يسكنون في تلك المناطق يفرقون بين الليل والنهار بشكل دقيق.
مثلا في وقت الظهيرة صيفا فانك تلبس ملابس الصيف وتشعر بالدفئ وتلاحظ نشاط حركة الانسان والحيوان، بينما في الساعة الثامنة ليلا فإنك تحس ببرد الليل وسكونه بالرغم من وجود الشمس في السماء.
كذلك فإنك ترى الشفق الأحمر وقت دخول الليل وعند بدء الصباح
فيمكننا القول أن منطقتي القطبين مشتمَلتان بتعاقب الليل والنهار خلال كل 24 ساعة تماما كباقي مناطق الأرض.
أضف تعليقا