سداد القرض الربوي لا يكون بقرض ربوي مثله

السؤال: أنا مدين لأحد البنوك نتيجة للقرض، ولا أستطيع سداد البنك لتراكم الفوائد عليَّ وضعف دخلي. هل يجوز لي أن آخذ قرضا من بنك أخر فإنقذ نفسي من البنك الأول علما أن البنك الذي أريد الاقتراض منه وافق على أن يعطيني قرضا ميسرا حيث أستطيع السداد خلال مدة زمنية أطول وبفوائد أقل.

الجواب: أخذ القرض من البنك هو حرام ولا يجوز لك أن تلجأ إلى حرام ثانٍ لتحل مشكلة الحرام الأول، والقاعدة العامة في ذلك أنه لا يمكن معالجة الخطأ بخطأ مثله.

ما يجب عليك فعله أن تلجأ إلى صديق أو قريب فتأخذ منه قرضا حسنا (بدون فوائد) فتسدد به دينك، وإلا عليك أن تبيع بعض ممتلكاتك وتقتصد بالنفقة حتى يتيسر لك سداد الدين.

ولا يجوز بحال أن تلجأ الى الاقتراض الربوي من جديد.

وعلى المسلم أن يثق بالله تعالى وأنه ييسر أمره إذا صلحت نيته وعزم على الالتزام بأمر ربه. يقول الله تعالى في سورة الإنشراح {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (الانشراح، 5_8)

هذه الايات تدعو المسلم إلى دوام العمل والتحلي بالصبر فيه وعدم الخلود للراحة، ومن ثم الثقة بأن الله تعالى لا يضيع عمل عامل، بل يؤيد مَن أحسن في عمله، ويمدُّه بالعون، وهذا ما بشّرت به سورة الانشراح؛ فالعسر لا يدوم.

لذلك على المسلم أن لا يفكر بوسيلة محرمة لحل مشاكله، لأن الوسائل المحرمة لا تأتي بخير بالرغم من تزيين الشيطان لها.

يختبر الله تعالى عباده؛ فمن يصبر ويعمل ويلجأ إليه بالدعاء فإن المعونة حتما قادمة، ولا تأتي معونة الله إلا إذا صدق المؤمن مع ربه.

قال الله تعالى {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} (البقرة، 214)

ومعونة الله تعالى لا تأتي قبل تمام الإمتحان. يقول الله تعالى {الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت، 1_3).