السؤال: اشتريت هاتفا محمولا لأتمكن من دخول السحب على سيارة جديدة الذي أعلنته إحدى الشركات التجارية، فهل شرائي لهذا الهاتف بنية دخول السحب جائز أم محرم علما أني لا أحتاجه بل رغبة في ربح الجائزة ؟
الجواب:
تعمد بعض الشركات والمحلات التجارية لتنظيم حملات السحب على جوائز معينة بهدف تنشيط الحركة التجارية ورفع نسبة المبيعات وتحقيق الأرباح تبعا لذلك ، وهذه الجوائز لها صور؛ منها ما هو جائز، ومنها ما هو غير جائز، ومن تلك الصور:
1_ أن يشتري الشخص السلعة أو نحوها ثم يُعطى بطاقة (كوبون) ليدخل السحب على جائزة مرصودة لهذا الغرض، وهذا لا يخلو من حالتين:
الأولى: أن تُباع السلعة بأعلى من سعرها الحقيقي مقابل حصوله على فرصة الدخول في عملية السحب.
ولا يخفى على أحد أنه يشبه القمار من وجه أن المشتري قد دفع الفرق في السعر ابتغاء الدخول في السحب.
ومثل ذلك أن يشتري ما لا حاجة له به، وغايته الوحيدة الدخول في السحب. وبالرغم من وجود صورة البيع الصحيح إلا أن حيلة الميسر (القمار) ظاهرة. ولا ينبغي للمسلم أن يحتال على ما حرم الله تعالى.
الثانية: أن تُباع السلعة دون زيادة على السعر المعتاد. وهذا البيع صحيح، ودخوله السحب لا يكون عن مخاطرة بل هو تحصيل حاصل؛ فإن ربح كان ذلك هبة من الشركة، وإن لم يربح فلا يقع عليه ضرر.
2_ أن يشتري الشخص بطاقة السحب (كوبون) بمبلغ محدد لكي يحصل على فرصة دخول السحب على الجائزة. فهذا محرم قطعاً، وهو من الميسر الذي نهى الله تعالى عنه بقوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة،90).
3_ ومن الشركات من يُقدِّمُ الهدية لكل مشتر تشجيعا على مداومة الشراء من ذات الشركة، وهذا النوع من الهدايا التشجيعية لا إشكال فيه من الناحية الشرعية.
يمكنكم الاطلاع على الفتوى ذات العلاقة على الرابط التالي
لو اشترى ما لا يرغب في شرائه لكن الهدف الحصول على كوبون السحب هل في ذلك مقامرة وذنب؟
من يفعل ذلك فقد اشترى سلعة بثمن، وهذا من الناحية الشرعية لا غبار عليه، لكنه لما لم يكن له حاجة بالمشترى ثم اشتراه للدخول في فرصة السحب صار ذلك بمعنى القمار، ولا يمكننا الجزم بحرمة هذا التصرف، لكن الأولى بالمسلم ألا يفعل هذا تجنبا للشبهات.