السؤال: هل يجب على المرأة أن ترضع طفلها وإن لم تفعل أثمت؟
الجواب: من حق الطفل على أمه أن ترضعه، وهذا الحق فطري طبيعي يترتب عليه أن ينشأ الطفل سليما معافى بدنيا وعاطفيا، كما يترتب عليه سلامة الأم من أمراض متعلقة بإهمال هذا القانون الفطري الطبيعي كالإصابة بسرطان الثدي والمبيض، حيث أثبتت الدراسات العلمية المحققة أن هناك علاقة بين ترك الارضاع والإصابة بمثل هذه الأمراض.
وقد أرشد القرآن الكريم إلى المدة المثلى التي يتم بها الارضاع بقوله تعالى {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (البقرة، 233) فتمام الرضاعة سنتان أو ما هو قريب منها.
ولأهمية الإرضاع للطفل وأمه على حد سواء جاء ترتيب حكمه في حال انفصال الزوجين بالطلاق بقوله تعالى {فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى} (الطلاق، 6)
وفي حال عدم الاتفاق بين الرجل وزوجته المطلقة فلا بد لوالد الطفل أن يبحث له عن مرضعة أخرى مقابل الأجر قال الله تعالى {وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (البقرة، 233)
ولم يكن من المقبول في عصر التنزيل أن يُستعاض عن الرضاع الطبيعي بحليب الماشية بالرغم من كثرته وتعلقهم به، لأن أنواع الحليب المختلفة لا يمكن أن تقوم مقام الرضاع الطبيعي.
وفي هذا العصر بالرغم من تحضير الحليب للأطفال وغنى هذا الحليب المستحضر بالعديد من العناصر الغذائية المهمة إلا أنه دون المستوى المطلوب، لذا توصي منظمة الصحة العالمية والجهات المختصة بالإرضاع الطبيعي وأن لا يلجأ الناس إلى الحليب المستحضر إلا للضرورة أو كمكمِّل غذائي ليس أكثر.
من هنا نستطيع القول أن الأم ملزمة بداعي الفطرة والشرع بإرضاع طفلها ما دامت في حصن زوجها الذي ينفق عليها بالمعروف، فإن كانت مطلقة فلها أن تأخذ المال من مطلقها مقابل إرضاع صغيرها؛ لأن نفقة الصغير على أبيه ولا يستفيد من تلك النفقة إلا من خلال أمه. وإن لم يحصل الاتفاق لسبب من الأسباب فلا بد من إيجاد مرضع للطفل بالأجر كما ذكرنا سابقا.
أضف تعليقا