السؤال: الغشاوة على القلب والأذن والعين ( الران أو الختم ) هل يمكن للعبد أن ينجو منها؟ وهل تُقبل توبته بعدها؟
الجواب: لا بد أولا من توضيح معنى الختم على القلب والسمع والبصر.
للأعمال السيئة آثار سيئة على الانسان؛ فإن كثرة المعاصي تأتي على القلب فتفسده، كما يصدأ الحديد ويبلى الخشب، وتتسخ المرآة. فإن الفساد في الإنسان كالفساد في الطبيعة.
والقلب هو مركز التحكم في الإنسان، أما العقل فيعرف به ما هو الصحيح الذي يجب عليه أن يفعله. فيقبله القلب أو يرفضه حسب المصالح والرغبات أو الطموحات. لأن اتباع ما قرره العقل يتطلب الامتثال لما أمر الله تعالى به والانتهاء عما نهي عنه.
وهناك من يرفض امتثال كثير من الأعمال الصالحة بالرغم من معرفته أنها صحيحة، ومن هنا يبدأ الفساد، فتصبح العين تتعامى عن الحقائق، والأذن لا ترغب بسماع الحق. فيأخذ بذلك آراءه الشخصية مكان الحقائق العامة التي قررها الله تعالى في كتابه وشهدت على ذلك آيات الأنفس والآفاق. فيتكون له بيئة جديدة، ويجد فيها أصدقاء جدد ليعضدوه. قال الله تعالى: «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون» (الجاثية، 45/23).
وحصول هذا التأثير على الأذن والقلب، ونزول الغشاوة على البصر، ما هو إلا نتيجة طبيعة حاصلة من اتباع هوى القلب. وهذا ما بينه قول الله تعالى: «خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ » (البقرة، 2/7).. وقوله تعالى أيضا: «من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب أليم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون» (النحل، 16/106-108).
والمقصود بالختم في الآيات المجاز وليس الحقيقة وهذا من قبيل الإستعارة التمثيلية.
يقول الزمخشري في تفسير هذه الآية: “فإن قلت: ما معنى الختم على القلوب والأسماع وتغشية الأبصار؟ قلت: لا ختم ولا تغشية ثَمَّ على الحقيقة، وإنما هو من باب المجاز، ويحتمل أن يكون من كلا نوعيه وهما الإستعارة والتمثيل. أما الإستعارة فأن تجعل قلوبهم لأن الحق لا ينفذ فيها ولا يخلص إلى ضمائرها من قبل إعراضهم عنه واستكبارهم عن قبوله واعتقاده، وأسماعهم لأنها تمجُّه وتنبو عن الإصغاء إليه وتعاف استماعه كأنها مستوثق منها بالختم، وأبصارهم لأنها لا تجتلي آيات الله المعروضة ودلائله المنصوبة كما تجتليها أعين المعتبرين المستبصرين كأنما غطي عليها وحجبت، وحيل بينها وبين الإدراك. وأمّا التمثيل فأن تمثل حيث لم يستنفعوا بها في الأغراض الدينية التي كلفوها وخلقوا من أجلها بأشياء ضرب حجاب بينها وبين الإستنفاع بها بالختم والتغطية. وقد جعل بعض المازنيين الحبسة في اللسان والعيّ ختماً عليه فقال:
خَتَمَ الإله عَلى لِسَانِ عُذَافِرٍ… خَتْماً فلَيْسَ عَلى الكلامِ بقَادِرِ
وإذا أَرَادَ النَّطْقَ خِلْتَ لِسَانَهُ… لَحْماً يُحَرِّكُهُ لِصَقْرٍ نَاقِرِ
فإن قلت: فلم أسند الختم إلى الله تعالى وإسناده إليه يدل على المنع من قبول الحق والتوصل إليه بطرقه ؟ قلت: وأما إسناد الختم إلى الله عز وجل، فلينبه على أنّ هذه الصفة في فرط تمكنها وثبات قدمها كالشيء الخلقي غير العرضي. ألا ترى إلى قولهم: فلان مجبول على كذا ومفطور عليه، يريدون أنه بليغ في الثبات عليه[1].
ويؤيد البيضاوي هذا التفسير بقوله: “وإنما المراد بهما ( أي الطبع والختم ) أن يحدث في نفوسهم هيئة تمرنهم على استحباب الكفر والمعاصي، واستقباح الإيمان والطاعات بسبب غيهم، وانهماكهم في التقليد، وإعراضهم عن النظر الصحيح، فتجعل قلوبهم بحيث لا ينفذ فيها الحق، وأسماعهم تعاف استماعه فتصير كأنها مستوثق منها بالختم، وأبصارهم لا تجتلي الآيات المنصوبة لهم في الأنفس والآفاق كما تجتليها أعين المستبصرين، فتصير كأنها غُطي عليها. وحيل بينها وبين الإبصار، وسمّاه على الإستعارة ختماً وتغشية”[2] .
قال تعالى في سورة الصف: «فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين» (الصف، 61 / 5) وتتحدث هذه الآية وأمثالها عن أن الأعمال السيئة تتولد عن العادات السيئة وهذا من قبيل سنة الله في الأشياء، وهكذا يكون الصلاح والفساد جنبا إلى جنب في عالم الإمتحان.
نفهم من ذلك أن باب التوبة لا يوصد دون أحد، حتى مَن وُصفوا بأنهم خُتم أو طُبع على قلوبهم وهذا من عدل الله تعالى ورحمته، فكم من العصاة اهتدوا وآمنوا. ويؤيد هذا قوله تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (الزمر، 53_54)
لقد ران على قلبي فاصبحت لا اميز الصحيح من الخطأ لقد ثبت علي قوله تعالى (أحياء بل أموات) ساعدوني بارك الله فيكم لا أريد الموت على حالتي هذه أرجوكم ساعدوني فمن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا .
السلام عليكم ضروري اتصل بي على الفيسبوك الاسم
اكتب في البحث عبد الله
والصورة التي أضع هي لي وانا في المسجد صورة مأخوذة من الخلف اوربي المسجد زرقاء
اخي عبد الله لم اجد صفحتكم في فاسبوك
الله يهديك ويهدينا جميعا
هل أصبحت الأن صحيحا؟
اخي عبد الله لم اجد صفحتكم في الفايسبوك
السلام عليكم اريد التأكد ان الذي ختم على قلبه لا توبة له كيف يكون له توبة وقد ختم الله على قلبه