السؤال: إذا أُصيب الانسان بظلمة القلب وأصبح لا يعي شيئا من الخير، ومستغرقا في الباطل. ما هو المطلوب بعد هذا كله ليعود بنفسه إلى صراط الله المستقيم؟
الجواب: إذا أظلم القلب وران عليه فجلاؤه يكون بذكر الله تعالى. قال الله تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد، 28)
والتفكر في خلق الله وإبداعه في الكون يقود إلى اليقين وهو أعلى درجات الإيمان. يقول الله تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج، 46)
وقد خلق الله تعالى نفس الانسان وألهماها فجورها وتقواها، لذا يستطيع الانسان أن يعلم أنه مصيب أو مخطئ في كل ما يفعل. فإن عمد لفعل الصالحات فقد زكى نفسه وأخذ بها إلى صراط الله المستقيم، ومن سلك طريق الشيطان فقد أوردها الخيبة والهلاك. يقول الله تعالى {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (الأعلى، 7_10)
يقول الزمخشري في الكشاف: ومعنى إلهام الفجور والتقوى: إفهامهما وإعقالهما، وأنّ أحدهما حسن والآخر قبيح، وتمكينه من اختيار ما شاء منهما[1]
إن أفعال الإنسان دليل على ما في قلبه، وتعظيم شعائر الله دليل على تقوى القلوب. قال الله تعالى {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج، 32)
أضف تعليقا