السؤال: هل يمكن أن نستدل بقوله تعالى {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} على تأثير عين العائن بالمعيون؟
الجواب: قال الله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} (القلم، 51) الآية تتحدث عن محاولات المشركين لصدِّ النبي صلى الله عليه وسلم عن دعوة التوحيد، ومن هذه المحاولات تسفيهه بالنظرات واتهامه بالجنون. ولا دلالة فيها على تأثير عين العائن بالمعيون أو ما يسمى بالإصابة بالعين. وغاية ما تدلُّ عليه الآية، أن الذين كفروا ينظرون إلى رسول الله نظرات ملؤها الحسد والحقد والغضب تكاد تزلقه أي تحرفه عن مساره، والمقصود هنا موافقته على بعض ما يريدون.
ويؤيد هذا قوله تعالى {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا. وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} (الإسراء، 74)، وبالجمع بين الآيتين يتضح المقصود من قوله تعالى {ليزلقونك بأبصارهم} ومثل هذا التعبير متعارف عليه ومألوف بين الناطقين بالعربية، ويراد به بيان حدة النظرة ولؤم صاحبها، دون أن يكون لها تأثير جسدي يقع على المنظور إليه.
إذن لا علاقة للآية بما يتوهمه بعض الناس من تأثير العين، وإنما هو التلاعب بالألفاظ من أجل اثبات ما علق بخيالهم من أفكار خاطئة.
للمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة جمال نجم (الحسد وعلاقته بالعين) على موقعنا http://www.hablullah.com/?p=1337
أضف تعليقا