بيان صحفي
العالَمُ الإسلاميُّ يُطلقُ النَّارَ على قدميه.. إلى متى ؟ !
عبر تحريف معاني بعضِ الآيات القُرآنيَّة والأحاديثِ النَّبويَّة فقد أطلقَ رئيسُ الاتحاد العالميِّ لعُلماء المُسلمين يوسف القرضاوي وكثيرٌ ممَّن يُسمُّون أنفسَهم “علماء” صفةَ “الشَّهيد” على مَن يُفجِّرُ نفسَه في العمليَّات الانتحاريَّة[1] !
سارعَ تنظيمُ الدَّولة الإسلاميَّة في العراق والشَّام “داعش” إلى تشجيع شباب المُسلمين على القيام بالعمليَّات الانتحاريَّة مُعتمداً على الفتاوى المُخالفة لكتاب الله.
يتَّبعُ هذا التنظيمُ الآراءَ المذكورةَ في كتب المذاهب الإسلاميَّة المُخالفة للقرآن الكريم، فهو يقتلُ بعضَ المُسلمين بحجَّة الارتداد عن الدِّين الموصوف في تلك الكتب [2]، ويقتلُ غيرَ المُسلمين لكونهم غير مسلمين[3].
يُرسلُ هذا التَّنظيمُ جنودَه وعرباتٍه العسكريَّة إلى قُرىً آمنةً مُعلناً الحربَ على أهلها، ثمَّ يسترقُّ هذا التنظيمُ أسرى الحرب[4]، ويتَّخذُ الجميلات من الأسيرات كجواري للمُتعة الجنسيَّة[5] بينما يبيعُ الأُخريات منهنُّ في الأسواق !
لم يفعلْ هذا التنظيمُ شيئاً سوى أنَّه وَضَعَ آراءَ المذاهب الإسلاميَّة المُخالفةَ بشكلٍ واضحٍ لكتاب الله موضعَ التنفيذ.
ندائي إلى المُسلمين اليوم :
إذا كنتم تقفون بصدقٍ ضدَّ تنظيم داعش، فعليكم حتماً نبذُ كلِّ الآراء المذهبيَّة المُخالفة لكتاب الله، فإن لم تفعلوا ذلك فاعلموا أنَّكم ستستمرُّون في قتلِ أنفسِكم وفي إطلاق النَّار على أقدامكم دون وعيٍ لحقيقة أنَّكم تحملون نفسَ الأفكار التي يحملها تنظيمُ داعش !
إنَّ حالَ المُسلمين الذين يرفضون بفطرتهم السَّليمة السُّلوكياتِ والأفعالَ المناقضةَ للِفطرة التي يقوم تنظيمُ داعش بارتكابها وآخرُها العمليَّة الانتحاريَّة التي حدثَتْ في مطار اسطنبول الدُّولي أمس، وفي نفس الوقت يعتصمون بالمذاهب المُخالفة لكتاب الله ويعضُّون عليها بالنواجذ يُشبهُ حالَ أولئك الذين يُحاولون مُكافحةَ الحشرات السَّامَّة دون الاقتراب من المُستنقع الآسن الذي تنبعُ منه تلك الحشرات !
إنَّ “العلماءَ المُسلمين” الذين يقودون النَّاسَ إلى طريقِ الضَّلالة والظُّلمات يجب أن يسمعوا قولَ الله تعالى :
” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ، وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا” النِّساء 44-45
عبد العزيز بايندر
عضوُّ هيئة التَّدريس في كلَّية الإلهيَّات في جامعة اسطنبول
رئيس وقف السُّليمانيَّة / مركز بحوث الدِّين والفطرة
29 حزيران 2016
[1] لا يصفُ اللهُ تعالى مَن يُفجِّرُ نفسَه بالشَّهيد، وهو تعالى يأمرنا بما يلي : ” وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ” النساء 29
وقد روى البخاري ومسلم قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا».
للمزيد حول هذا الموضوع على الرَّابط التَّالي :
[2] للمزيد حول موضوع الرِّدَّة على الرَّابط التَّالي :
[3] للمزيد حول موضوع العلاقة بين المُسلمين وغير المُسلمين على الرَّابط التَّالي :
[4] لا يوجد عند أهل المذاهب الإسلاميَّة دليلٌ يُبيحُ لهم استرقاقَ الأسرى، ومع وضوح الآيات القرآنيَّة في موضوع الأسرى فهم يُخالفون كتابَ الله القائل :
” فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا” مُحمَّد 47
للمزيد حول هذا الموضوع على الرَّابط :
[5] المذاهبُ الإسلاميَّة المُخالفة لكتاب الله تُبيحُ اتخاذ السَّراري وإقامةَ العلاقة الجنسيَّة دون نكاحٍ شرعيٍّ مع أسيرات الحرب مع أنَّ الآياتِ القُرآنيَّةَ الواضحةَ البيِّنةَ تقول :
” وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ” النُّور 32_33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اشكر الدكتور عبد العزيز على نصيحته وبيانه الواضح،والذي يعتبر بمثابة نصيحة وتحذير وحقنا لدماء المسلمين وغير المسلمين الذين لا يعترضون الاسلام ونشره، واتمنى على العلماء الذين يحملون امانة الدين وبيان الكتاب والسنة ان يتقوا الله في الامة الاسلامية .