السؤال: هل يجب على المرأة تلبية رغبة زوجها الجنسية دائما حتى وإن كانت في مزاج سيء؟ وهل صحيح أن الملائكة تلعنها إن لم تلبِّ رغبته، أما هو فلا تلعنه الملائكة إن لم يلبِّ رغبتها ؟
الجواب: العلاقة الجنسية بين الزوجين هي علاقة متبادلة تتم برضا الطرفين ورغبتهما، ولا تتم بإكراه أحد الطرفين للآخر؛ لأن الفطرة لا تقبل الإلجاء في هذا الأمر. وهذا من مقتضى السكن والمودة والرحمة بين الزوجين كما جاء في قوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم، 21)
وليس من مقتضى الزوجية أن يمتنع أحد الزوجين عن الآخر بدافع الإيذاء أو المناكفة، فهذا ضرر منهي عنه، وبناء على ذلك نفهم الحديث التالي:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ»[1]
فالامتناع هنا سببه مناكفة الزوج وايذاؤه وليس نابعا من عدم رغبتها، وكذلك الأمر يقال عن الزوج الذي يمتنع عن زوجته بنية المناكفة والإيذاء، وهذا يدخل في دلالة قوله تعالى {وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا} (البقرة، 231)
أما اللعن فهو الطرد من رحمة الله تعالى، وهو إعلان الشخص خارجا من دينه سبحانه، وبالتأكيد فإن المرأة التي امتنعت عن زوجها بنية الإيذاء تكون آثمة إلا أنها لا تكون قد خرجت من الدين لتستحق اللعن أي الطرد من رحمة الله، وبناء عليه فلا بد أن يكون اللعن الوارد في الحديث من تصرف الرواة، خاصة إذا علمنا أن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم لم تُنقل حرفيّا بل نُقلت بالمعنى، وربما تتغير الألفاظ من راو إلى آخر، فالحديث بأصله صحيح السند ومتوافق مع منع الضرر الذي قرره القرآن الكريم.
لكن استحقاق اللعن لا يتوافق مع منهج القرآن الكريم الذي لم يستخدم اللعن إلا في حالة الكفر بعد الإيمان. وذلك من قبيل قوله تعالى:
{قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ. وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} (ص، 78)
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (البقرة، 89)
{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} (الأحزاب، 64)
ولم يرد اللعن في القرآن الكريم على أصحاب المعاصي من المؤمنين، لذا لا نقبل اللعن الوارد في بعض الأحاديث على أنَّه قول النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من تصرِّف الرواة لا غير.
ولم يكن اللعن من منهج النبي مطلقا، وكان ينهى أصحابه عنه، كما ورد في الحديث التالي:
«إن المؤمن ليس باللعان، ولا الطعان، ولا الفاحش، ولا البذيء»[2].
ننصح بقراءة الفتوى ذات الصلة (من يستحق اللعنة) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2740
[1] البخاري (3237) و (5193) ، ومسلم (1436) (122) ، وأبو داود (2141) ، وأبو يعلى (6196) و (6212) ، وابن حبان (4172) و (4173)
[2] رواه البخاري في “الأدب المفرد” (332) ، والترمذي (1977) ، وأبو يعلى (5369) ، والحاكم 1/12، وأبو نعيم في “الحلية” 4/235 و5/58، والبيهقي في “السنن” 10/243، وقد صححه الألباني في «الصحيحة» (876)
جزاك الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن اللعن الوارد في الحديث من جانب الملائكة ألا يمكن أن نقول أن الملائكة تطلب من الله اللعنة على الزوجة التي لا تطيع زوجها في الفراش ولما له من آثار مترتبة على الزوج وأنها ربما ستكون سببا في انحرافه او أذيته من الناحية الجنسية والتي من المحتمل أن تؤدي إلى خراب الحياة الزوجية .
افيدونا جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المتتبع للآيات المتعلقة يجد أن اللعن لا يكون إلا لمن كفر بعد أن قامت الحجة عليه لكنه استحب العمى على الهدى كإبليس وأتباعه من الإنس والجن
وعلى افتراض امتناع الزوجة بهدف أذية زوجها فإنها لا تعد كافرة تستحق اللعن .
ننصح بالاطلاع على الفتوى (من يستحق اللعنة) على هذا الرابط
http://www.hablullah.com/?p=2740
اذا كان للعن للكفار فقط أليس المواسم وشارب الخمر والمسكرات ملعونين ؟
الجواب: لم يرد على هؤلاء لعن في كتاب الله تعالى