السؤال: هل يجوز منع أهل بيتي من الطعام الجيد لأجل التوفير للأضحية؟ بارك الله فيكم.
الجواب: اذا كنت تقصد بالطعام الجيد ما هم بحاجة إليه للصحة الجيدة، فلا يصح أن تمنعهم منه لتستطيع شراء الأضحية، لأن النفقة على الأهل واجبة عليك، وأما الأضحية فليست واجبة على كل فرد، بل هي واجبة على مجموع الأمة إن قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين.
لقوله تعالى {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} (الحج، 34).
يفهم من الآية أن القربان (الأضحية) فرض كفاية على مجموع الأمة إن قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، وهو مندوب بحق المقتدر يضحي عن نفسه وأهل بيته.
فعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَبَحَ كَبْشًا أَقْرَنَ بِالْمُصَلَّى ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَذَا عَنِّي وَعَنْ مَنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي» [1]
بناء على ذلك نقول إنه لا يكلف الإنسان بما هو فوق طاقته، حتى إن من قال بوجوب الأضحية على الأعيان كالحنفية اشترطوا لوجوبها الغنى، وحدُّ الغنى عندهم أن يمتلك المضحي نصاب الزكاة، وهو 85 غم من الذهب أو ما يعادلها من النقد زائدا عن حاجاته الأصلية.
وقد ذكرنا بالأدلة أنها فرض على الأمة بمجموعها (فرض كفاية) ومندوبة للأفراد؛ فمن فعلها عن ظهر غنى أصاب السنة، ومن تركها لقلة حيلته فلا تثريب عليه إن شاء الله تعالى.
للمزيد من المعلومات حول الأضحية ننصح بقراءة مقالة (القربان) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=1302
كما ننصح بالإطلاع على الفتاوى المتعلقة بالأضحية على موقعنا، حيث تجدها في الرابط التالي http://www.hablullah.com/?cat=62
[1] رواه الحاكم في المستدرك، برقم 7549 وقال هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وعلق عليه الذهبي في التلخيص بقوله صحيح 7549
أضف تعليقا