قال الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (الزمر، 55).
النُّزولُ في الأصلِ هو انحطاطٌ من عُلُوٍّ. ومنه إنزالُ الله تعالى نعمه ونقمه على الخلق، وإعطاؤُهم إيَّاها، وذلك إمِّا بإنزال الشّيء نفسه كإنزال القرآن، إمِّا بإنزال أسبابه والهداية إليه، كإنزال الحديد واللباس، ونحو ذلك، قال تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} (الكهف،1)، {وأنزلنا الحديد} (الحديد، 25)، {وأنزلنا معهم الكتاب والميزان} (الحديد، 25)، {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} (الزمر، 6)، {وأنزلنا من السماء ماء طهورا} (الفرقان، 48)، {أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم} (الأعراف، 2)، {أن يُنزَّل الله من فضله على من يشاء من عباده} (البقرة، 90) ومن إنزال العذاب قوله: {إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون} (العنكبوت،34)[1].
نفهم من ذلك أن المُنزل من عند الله تعالى يقعُ على ضربين؛ إنزال الخير وإنزال العذاب.
ولا شكَّ أن إنزال الخير مرغوبٌ فيه بينما إنزالُ العذاب مرهوبٌ منه، والإنسان يسعى في طلب الأوِّل بينما يسعى في دفع الثَّاني. كما أنَّ الخير يختلف؛ فبعضُه أفضلُ من بعض. وقد جاء في الآية 55 من سورة الزُّمر الأمرُ التالي: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} وسنقف في مقالتنا هذه على المقصود بهذا الأمر.
إنَّ أفضل ما أنزل الله تعالى من الخير هو القرآن الكريم، ويمكن رصدُ ذلك في تفسيرين:
1_ أنّه أحسن الكتب المنزلة من حيث كونه آخرها نزولا، وقد احتوى على الذِّكر الّذي نزل على أنبياء الله من قبل: {هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} (الأنبياء، 24) وهو المصدِّق لكلِّ ما أنزل الله من الكتب السَّابقة، كما أنّه المهيمن عليها جميعا، قال الله تعالى:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (المائدة، 48)
وقد جاء في الآية 41 من نفس السُّورة أنَّ الله تعالى أنزل على نبيِّه الخاتم الكتاب بالحقِّ:
{إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} (الزمر، 41) وبنزول هذا الكتاب تكون الحجُّة قد قامت على كلِّ من بلَغه ووعاه.
2_ أنّه أحسن ما أنزل الله تعالى إلينا من النّعم، وقد ذكر القرآنُ العديدَ من النّعم بصفة الإنزال كما ورد في الآيات السابقة كإنزال الماء من السماء، وإنزال المنّ والسلوى ، وإنزال الحديد والأنعام وغير ذلك.
نِعَمُ الله كثيرةٌ لا تُحصى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (النحل، 18)، والقرآنُ أعظمُها، والناسُ مأمورون باتَّباعه لأنّه يقودهم إلى الصِّراط المستقيم، أمّا ما أُنزل إلينا من النَّعم غيرُه فنحن مطالبون بأنَّ نستفيدَ منها ونشكرَ الله عليها لا أن نتَّبعها ونجعلها مقصودةً بحدِّ ذاتها، لأنَّ قصدها بحدِّ ذاتها هو اتّباع للشّهوات التي حذّرنا الله تعالى منه بقوله:
{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} (النساء، 27) والآية تبيِّن الفرق بين من يتَّبعون الكتاب وبين من يتَّبعون الشَّهوات.
والآية التَّالية تضرب المثال بالأنبياء الّذين اتّبعوا الوحي وبمن جاء بعدهم ممَّن أضاعوا الصَّلوات واتَّبعوا الشّهوات:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا. فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (مريم، 58_ 59)
إن التَّمتع بما خلق الله تعالى يختلف عن اتّباع الشّهوات، فرغبةُ الإنسان بما لذَّ وطابَ ليس منهيَّا عنه، لأنَّ الله تعالى خلق هذه الرَّغبة في الإنسان لتشكِّل دافعا للعمل والتَّحصيل، قال الله تعالى:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (آل عمران، 14)
ومع ذلك ينبغي أن تُطلب هذه الشَّهوات وفق القوانين الّتي شرعها الله تعالى لعباده كما جاء في قوله تعالى:
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (البقرة، 168) {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} (طه، 81)
ولا يجوز أن يُحال بين الإنسان وبين الانتفاع بما خلقَ الله تعالى بحجِّة التَّقشُّف والزّهد، أو تصوير طلب الإنسان لمتاع الدّنيا بأنّه يضادُّ طلبه للآخرة، والآيات التّالية توضِّح كيف ينبغي للمسلم أن لا يحرِّم ما أحلَّه الله له من طيِّبات الحياة الدنيا:
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ. قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (الأعراف، 31_33)
ثم يبيِّن الله تعالى أنَّ الأصل أن ينصبَّ مجهودُ الإنسان في ابتغاء الآخرة، ثم ينبِّهه_ وهو غمرة طلبه للآخرة_ أن لا ينسى حظَّه من الدُّنيا، ثمّ يتلطّف الله تعالى مع عبده عندما يذكِّره بضرورة أن يُحسن عمله كما أحسن اللهُ تعالى إليه في كلِّ شيء، كما أنَّ تذكيره بضرورة عدم اللُّجوء إلى الإفساد يتناسبُ مع طبع النِّسيان في الإنسان حيث يحتاج إلى تذكير دائم:
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (القصص، 77)
نقد التفسير التقليدي للآية
نقل الماوردي ستّة تأويلات للآية كما يلي:
“أحدها: هو ما أمرهم الله به في الكتاب ، قاله السّدي. الثاني: أن يأخذوا ما أمر وينتهوا عما نهوا عنه ، قاله الحسن. الثالث: هو النّاسخ دون المنسوخ ، حكاه ابن عيسى. الرابع: هو طاعة الله تعالى في الحرام والحلال قاله ابن زياد. الخامس: تأدية الفرائض ، قاله زيد بن علي ، ومعاني أكثرها متقاربة. ويحتمل سادساً: أنه الأخذ بالعزيمة دون الرّخصة. وجعله منزلاً عليهم لأنه منزل إليهم على نبيهم صلى الله عليه وسلم” انتهى.
وهذه التّأويلات بعيدة عن مقصود الآية تماما، وخاصّة أنَّه لم يُؤخَذ بعين الاعتبار الآياتُ المتشابهةُ التي توضِّح المقصود بالأمر.
وما ينبغي مراعاته أنّ القرآن الكريم كالكلمة الواحدة ولا يمكن تناوله مجزَّءا، بل لا بدّ من جمع الآيات المتعلِّقة بالموضوع الواحد وإيجاد المناسبات بينها ومن ثم إصدار الحكم في الموضوع، ولا يصحُّ بتر الآيات عن سياقها ولا عن متشابهاتها، كما لا يصحُّ اجتزاءُ كلمةٍ من آية لإصدار حكم بناء عليها؛ لأنَّ ذلك من الزَّيغ الّذي حذّرنا الله تعالى منه في الآية 7 من سورة آل عمران:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (آل عمران، 7)
بحسب الفهم التَّقليدي للآية 55 من سورة الزُّمر فإنّ القرآن فيه الأحسن وما دونه وهو الحسن أو الأقلُّ حسنا، وهذا الرّأي يُعطي تصورا من شطرين:
الأول: يوحي بتذبذب أوامر القرآن ونواهيه وتقريراته بحيث أنّه يأمر بالأحسن ويأمر بالأقلِّ حسنا، أو ينهى عن شيء ثم ينهى عنه بطريقة أخرى، أو أنَّه يعطي تقريرا لمسألة ثمَّ يعطي تقريرا أحسن أو أقلَّ حُسنا. وهذا الرَّأي مبنيٌّ على خطأ في فهم ماهيِّة القرآن وعلى افتراض عدم وضوح أحكامه.
الثاني: يوحي بازدواجيِّة معايير القرآن في كلِّ مسألة من مسائله، وهذا لا يمكن مع وصف الله تعالى لكتابه بأنَّه نور وكتاب مبين، وأنَّه الهدى، وغير ذلك من الأوصاف التي تتعارض مع كونه فيه الأحسن والحسن والأقلّ حُسنا، لأنَّ ذلك ممَّا يُشتِّت المُستهدي به ويجعله لا يدري ما الذي يجب عليه اتباعه، ولا شكَّ أنَّ الله تعالى لا يمتحن عباده بما يُحيِّرُهم. ولعلَّ الإصرار على هذا التَّفسير يُمكِّن البعض من التّهرب من بعض أحكام القرآن إلى أحكام يُزعَمُ أنَّها أحسن وأكثر مواءمة.
والتفسيرات التي نقلها الماوردي تتردَّد ما بين مغلوطة وقاصرة عن إعطاء المعنى الدَّقيق للآية، فالقول بأنَّ أحسن القرآن هو الأمر والنّهي أو الأمر وحده أو غير ذلك فإنَّه دافعٌ إلى التَّفريق بين آي القرآن على أساس التّفاضل بينها، وهذا لا يستقيم مع اعتبار كلام الله تعالى على درجة واحدة من الأهمِّية وأنَّه شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين.. ويدلُّ على ذلك قوله تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر، 23)
الأمر الوارد بقوله تعالى {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} (الزمر، 55) يشير إلى أحسن الحديث الوارد في الآية 23 من نفس السورة (الزمر)، وهو القرآن كلُّه، وهكذا تنتفي شبهة المفاضلة بين آي القرآن الكريم.
لقد أمر الله تعالى باتباع الكتاب ونهى عن التفريق فيه، ولو سلّمنا بتفاضل الآيات المنزَّلة لكان الواجب علينا اتباع الأحسن دون الحسن، وهذا منقوض بما ذكرنا من وجوب اتّباع القرآن كلِّه. وهكذا لا ينفتح المجال للتَّذرُّع بالأخذ بجزءٍ منه دون جزء، وقد نعى الله تعالى على بني اسرائيل لفعلهم ذلك بقوله {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة، 85)
لذلك لا بد من البحث عمّا يقابل القرآن ممّا أنزل الله على عباده ممّا هو أقل منه حُسنا، ونقصد بذلك ما أنزله على عباده من النِّعم غير القرآن، كالماء والحديد والأنعام واللباس وغير ذلك.
ويمكن القول بأنَّه أحسن الكتب المنزَّلة، لأنَّه الخاتم والمصدِّق والمُهيمن، وبهذا يستقيم المعنى ويتفرَّدُ كتاب الله تعالى كلُّه بالأفضليَّة المطلقة، فيتّبع الانسانُ هذا الكتابَ ويستفيد منه بما يُسعده في حياته وآخرته، وينطلق منه لفهم الدِّين والحياة؛ فيعمُر الأرضَ على بصيرة، مستفيدا ممَّا فيه من الهَدْي المادِّي والمعنوي على حدٍّ سواء.
ونختمُ بقوله تعالى مخاطبا نبيه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} (يوسف، 3).
وقف السليمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة
الموقع: حبل الله www.hablullah.com
جمال أحمد نجم
شرح رائع وتفسير علمي، أحب جدا الطريقة التي تتبعونها في التفسير وربطكم الآيات ذات الصلة مع بعضها . أسال الله الهداية لنا جميعا، وجزاكم الله عنا كل خير