السَّؤال: هل يجوزُ للرجال استخدام المجوهرات الفضيَّة كالخاتم والسَّلاسل مثلاً بغرض التَّزيُّن ؟ وهل يجوزُ لبسُ الحلق للرِّجال ؟
الجواب : إن تحليل شيءٍ ما أو تحريمه لا يكونُ إلا لله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} (النَّحل، 116)
ومَن يُحرِّمُ شيئاً لم يُحرِّمه اللهُ فقد افترى على الله كذباً وتجاوزَ حدودَه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} (يونس، 59)
لا نجدُ في كتاب الله تعالى نصا صريحا يحرّم استخدامَ المجوهرات الفضِّيَّة بغرض التَّزيُّن، لكنّ المُتعارفَ عليه عموماً أنَّ التَّزيُّنَ بالمجوهرات، وخاصة الحلق في الأذن، والسلاسل في الرَّقبة والمعصم، هو من طبع النِّساء كما يصفُهمُ اللهُ تعالى بقوله :
{أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} (الزخرف، 18)
لذلك نجدُ رواياتٍ منقولةً عن النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام تُشيرُ إلى ضرورة تجنُّب الرِّجال التشبُّه بالنساء.
وبعض الزينة إذا تقلَّدها الرجل كالحلق في الأذن تُشيرُ إلى عادةٍ مُنحرفةٍ يوحي من خلالها انفتاحه على علاقات محرّمة، حتى إن بعض المجموعات تستخدمُ الحلقَ كرمزٍ للمثليَّة الجنسيَّة أو لغير ذلك من صور الفاحشة. وقد حذر الله تعالى في كتابه من الاقتراب من الفواحش بقوله {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (الأنعام، 151) ولا شكّ أنَّ لبس أي زينة تُظهر الرغبة في الفاحشة أو تدعو إليها محرم بنص الآية.
جاء في الآية السابقة كلمة “الفواحش” وهي جمع فاحشة، وأقل الجمع في العربية ثلاثة. أولها فاحشة الزنا وقد حرم الله تعالى الاقتراب منه بقوله تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} (الإسراء، 32)، وثانيها اللواط وهو العلاقة بين رجلين، وثالثها السحاق وهو العلاقة بين امرأتين. والفواحش محرمٌ فعلها ومأمورٌ باجتنابها جميعا، أي الابتعاد عنها، وترك ما يدعو إليها من لباس أو زينة أو تصرف مثير.
وخلاصة الأمر أنه لا يمكن أن يُوصف رجلٌ بالفضيلة وهو يكثر من التزِّين بالمجوهرات أو يضع الحلق في أذنيه، وهذا مقتضى الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
أضف تعليقا