السؤال: قال الله تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا. إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا. لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} (الجن، 26_ 28} هل هذا يعني أن الرُّسل يعلمون جزءا من الغيب الذي أطلعهم الله تعالى عليه؟ وهل يعني هذا أن الأحاديث التي تتحدث عن ما سيحدث في المستقبل صحيحة؟ أتمنى بيان المسألة وجزاكم الله خيرا.
الجواب: أمين الوحي هو جبريل عليه السلام حيث يبلغ رسالة الله تعالى إلى من ارتضاهم الله تعالى لهذه المهمة من الرسل، أما الرصد فهم الملائكة المرافقون له (جبريل) ، وعندما يجيء أمينُ الوحي النبيَّ بالرسالة يرافقه مجموعة من الملائكة كحراسٍ من تدخل الجن. حيث تحيط الملائكة “الرصد” بالنبي عند إيحاء جبريل له بالقرآن؛ ليعلم النبيُّ ويستيقنَ أنَّ ما جاءَه هو رسالةُ الله تعالى التي لم تخالطها وساوس الشيطان أو سنوحات الخيال، فيحيط بما سمع، ليكون بعدئذ مكلفا بتبليغه إلى الناس.
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ شَيَّعَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا سَدَّ الْأُفُقَ»[1] وفي رواية موقوفة على ابن عباس: «نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ جُمْلَةً بِمَكَّةَ لَيْلًا وَحَوْلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجْرُونَ حَوْلَهَا بِالتَّسْبِيحِ»[2]
إذن الآية تتحدث عن الغيب الذي يأتي النبي عبر الوحي، ولا وحي للنبي سوى الكتاب المنزل، ولا شك أنّ القرآن أخبر بكثير من الغيب، وهذا مقصود الآية، ومثاله قوله تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود، 49) {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} (آل عمران، 44)
أما ما ورد في الأحاديث من إخبار بالغيب فإن كان له أصل في القرآن فهو صحيح، وإن لم يكن له أصل فلا ينبغي الالتفات إليه لأنه يغلب عليه الوضع والكذب.
يُنصح بقراءة مقالة (أهمية الإيمان بالملائكة) ففيها مزيد من التفاصيل على الرابط التالي: http://www.hablullah.com/?p=2792
هناك انباء في اسفار العهد القديم وفي العهد الجديد ايضا تخص زماننا ونعيشها والاشكال فقط في قولكم ( فإن كان له أصل في القرآن فهو صحيح ) هل تظن ان مجموع المسلمين بعلمائهم من 1200 سنة الى اليوم ؟. استطاعوا احصاء اسماء الله الحسنى ال 99 من القرءان الكريم .. فيما وصلنا .. وهل يعلمون اسم المهدي فقط .. بشكل موضوعي وصحيح رغم تبيينه من قبل الرسول وذكره في القرءان الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيح أن الله اخبر عن بعض الأمور الغيبية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم ولكن ما الذي يمنع أن يخبر جبريل عليه السلام عن بعض أمور الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم والتي ستحدث في المستقبل كما أخبر صلى الله عليه وسلم عن انه سيكون خلفاء راشدين من بعده وايضا سيكون إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي أُمَرَاءٌ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهمْ ، فَلَيْسُ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ حَوْضِي ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ ” وغيرها
وما الدليل القاطع من القرآن الكريم على حصر اخبار الله بالغيب للنبي صلى الله عليه وسلم في القرآن فقط .
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (هود 49)
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (آل عمران 44)
قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (الأنعام 50) وهذه الآية قاطعة في أن النبي لا يعم من الغيب إلا ما أوحي إليه. ولم يوح إلى النبي غير القرآن بدليل قوله تعالى:
وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ (الأنعام، 19)