يعتقدُ كثيرٌ ممَّن يُسمُّون أنفسَهم “ملحدين” أنَّ الله هو إلهٌ شرِّيرٌ لأنَّه يسمحُ بكلِّ الظُّلم والفساد الذي نراه في العالَم، فهم يريدون من الله أن يمنعَ الظُّلمَ قبل وقوعه وأن يجعلَ الأرضَ خاليةً من المُفسدين.
إنَّ مشكلة هؤلاء الملحدين هي أنَّهم يُريدون اللهَ عبداً لهم، بينما يقولُ اللهُ تعالى إنَّ الجنَّ والإنسَ مخلوقون لعبادته هو :
“وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” الذَّاريات 56
إنَّ اللهَ تعالى أصلحَ الأرضَ وأمرَ مخلوقاته بعدم الإفساد فيها :
“وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا” الأعراف 56
إنَّ الإنسان خُلِقَ ليكون ممتحناً، ومن أجل أن يكون حُرَّاً في اختياراته أعطاه اللهُ تعالى السَّمعَ والبصر والفؤاد، وعلى هذا الأساس سيكون مسؤولاً أمام الله يوم القيامة :
“إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا، إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا” الإنسان 2_3
الإله الذي يُريده الملاحدة ليس هو ذاته الإله الذي يتحدَّثُ عنه القرآنُ الكريم، فالملاحدة لا يقبلون نظرية أنَّ الإنسان خُلِقَ ليكون مُبتلىً. فلو منع الله الشر _وهو بالطبع قادر على ذلك_ لاقتضى تغيير النظام وإلغاء التكليف.
فمشكلة الملاحدة هي مع النظام الذي خلقَ اللهُ تعالى البشرَ على أساسه.
بما أنَّ الله تعالى خلقَ كلَّ شيء : “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ” القمر 49
فالله تعالى خلقَ الشرَّ أيضاً، لكنَّ ذلك لا يعني أنَّه يُجبرُ النَّاسَ على أن يكونوا أشراراً، فمَن لا يلتزم بطاعة الله والسير وفق قوانينه سيُفسدُ في الأرض حتماً.
الملحدون الذين لا يقبلون الله إلهاً مفسدون في الأرض، لأنَّهم يعتقدون أنَّ أفكارَهم وأهواءَهم هي التي يجب أن تحكمَ العالَم.
أرادَ اللهُ لنا الخير فأرسلَ لنا الرُّسل وأنزل معهم الكتب ليدلَّنا على طريق الخير.
عندما يعزمُ شخصٌ ما على ارتكاب فعلٍ شرير فإنَّ الله تعالى لا يمنعه من ذلك، بل إنه _تعالى_ يخلق أفعال العبد بناء على اختيار العبد وقدرته على التنفيذ، فهذه هي حرية الاختيار التي سيُحاسَبُ الإنسانُ بناءً عليها.
“مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ” النِّساء 79
“يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ. فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ” الزلزلة 6_8
وقف السليمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة
الموقع: حبل الله www.hablullah.com
هشام العبد
يعتقدُ كثيرٌ ممَّن يُسمُّون أنفسَهم “ملحدين” أنَّ الله هو.
كيف هم ملحدين وكيف يعتقدون أن الله هو …
أليس الملحد هو الذي لا يؤمن بوجود الله أصلاً ؟!
كيف يلقي اللوم على الله في خلق الشر وهو لا يعتقد أنه موجود؟!
إضافة ليقتنع الملحد الذي ينسب الشر لله تعالى
مثال على ذلك ….لتقريب الصورة له
عندما يضع يكتب المدرس قصة معينة في الامتحان ويضع لك إجابات صحيحة وخطأ ويريد منك ان تجيب فيكون الاختيار لك وانت من تتحمل الإجابة الخاطئة وقد قرأت القصة مسبقا ولا يتحمل المدرس سوء اختيارك .
ارجو اني قد وفقت في التوضيح .
لكن ما ذنب من يطبق عليه فعل الشر؟ فما ذنب ضحية القتل او الاغتصاب او ما شابه ذلك.. فهو قد يكون شخصا مؤمنا او حتى طفلا بريئا.
لا ذنب لهم لكنهم ضحية غيرهم، وفي الوقت الذي سيعذب فيه المجرمون في الآخرة سيكافأ المظلومون. وهذا يتطلب بالضرورة الإيمان باليوم والآخر، فمن آمن أدرك الحقيقة ومن أنكر ظل في الحيرة حتى يموت، وسيفاجأ يوم القيامة بكل ما أنكره، وسيندم حيث لا ينفع الندم. قال الله تعالى {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}