المهر وثيقة تأمين على الزواج
عندما أمر الله تعالى آدم وحواء بالهبوط من الجنة نوه إلى أنَّه سيكون بينهما عداء.
قال الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (طه، 123)
العدو هو الذي يحاول دخول ساحة الآخر، ومعلوم أنَّ هذا يحصل بين الزَّوجين لأنَّهما الأكثر اختلاطا ومصالحهما الأكثر تداخلا، لذا يحصل الاختلاف بينهما في كثير من المسائل، وقد أرشد سبحانه إلى أنَّ الطرف الأكثر سعادة هو الذي يغفر ويصفح عن تجاوزات شريكه بقوله:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التغابن، 14)
هذا هو الأصل في التَّعامل مع تجاوزات الشَّريك، لكن للبعد المادِّيِّ المُتمثِّل بالمهر دورٌ مهمٌّ في الحفاظ على العلاقة الزَّوجية من الانهيار وخاصة في بداياتها.
إن قيمة الأشياء تزاد كلَّما جدَّ الشَّخص وتعب في الحصول عليها، فعندما يدفع الزَّوج المهر لزوجته يزداد حضورها في قلبه، لأنَّه قد بذل من الجهد والمال ما يكفي لتصبح زوجة له؛ وهذا يجعله لا يتخلَّى عنها لأسبابٍ تافهة.
وفي المقابل فإنَّ المرأة التي حصلت على زوجٍ أظهر الرَّغبة فيها وبرهن على ذلك بدفع المهر، فإنَّها لن تطلب فراقه لأسبابٍ تافهةٍ أيضا، لأنَّها ستفقد الزَّوج كما ستفقد ما دفعه إليها من المهر بسبب الفداء. وهكذا يعمل المهر كوثيقة تأمين على الحياة الزَّوجية ويصيرُ عاملا مهمَّا في تثبيت الأسرة النَّاشئة وسببا في غضِّ كلا الزَّوجين الطرف عن أخطاء شريكه.
للمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة جمال نجم (فلسفة المهر) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=3084
أضف تعليقا