السؤال: هل ملك اليمين حرة أم أمة (عبدة)؟ إذا كان الجواب عبدة فكيف ذلك وأنتم تؤكدون في موقعكم أنَّ الإنسان يجب أن يكون حرَّا سواء كان ذكرا أم أُنثى. أما إذا كان الاسترقاق مرفوضا فكيف يأمرُ الله تعالى بالزَّواج من ملك اليمين اذا اعتبرت أنَّها عبدة وليست حرة؟
الجواب: الاستعباد الذي يعني مصادرة حريَّة الإنسان وبيعه تُعدُّ جريمة نكراء لا يقبلها دين الله تعالى؛ لأنَّ من مقتضيات تكريم الله تعالى للإنسانِ أنْ يكونَ حُرَّا. قال الله تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء، 70) وقد نهى اللهُ تعالى عن الظُّلمِ بكافةِ صوره، ولا شكَّ أنَّ استعباد الإنسان من أشدِّ صور الظُّلم.
أمَّا مِلكُ اليمين فهو تعبيرٌ يُطلَقُ على أسرى الحرب، وقد سُمُّوا بذلك لأنَّهم مأخوذون بالقوة من أرض المعركة، ولهم أحكامٌ خاصَّة شاملة لكلِّ مراحلِ أسرِهم وحتَّى فكاكهم، ومن هذه الأحكام إعطاء الإمكانية لتزويجهم إنْ كانوا رجالا أو الزَّواج منهنَّ إنْ كُنَّ نساء، ولا شكَّ أن هذه الأحكام تأخذ بعين الاعتبار إنسانيَّة الأسير وإمكانيَّة أن يحيا حياة طبيعيَّة إلى أن يُبتَّ في أمره.
ولو قارنت أحكام الإسلام في الأسرى بأحكام النُّظم الأخرى لوجدت أنَّ أحكام الإسلام متقدَّمة جدَّا على أحكام غيره.
وللمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (استرقاق أسرى الحرب واتخاذ الجواري) التي تُبيِّن مدى التَّحريف الذي لحق بقضيَّة ملكِ اليمين، وكيف تمَّ تحريفُ معاني الآياتِ ذات الصِّلة لتكونَ دليلاً على اتِّخاذ الجواري وتأصيل الاستعباد. على الرابط التَّالي http://www.hablullah.com/?p=2742
وفيما يخصُّ الأحكام المتعلقة بالأسير ننصح بقراءة مقالة جمال نجم (معاملة الأسير في الإسلام) على هذا الرابط http://www.hablullah.com/?p=2320
أضف تعليقا