إذا نوى الإنسان ذبح أضحية العيد وسافر إلى قريبه البعيد عنه بـ90 كم على الأقل ليؤدي هذه العبادة عنده هناك. فما حكمه؟ ذُكِرت لي أجوبةٌ مختلفة لا أعرف ما هو الصواب فيها. ولكن هل يشترط في الذابح أن يكون مقيما؟ وهل يسقط الذبح عن الشخص المضَيِّف الذي أذهب إليه؟ وإذا سافرتُ بقصد الذبح ومكثت في المكان الذي أسافر إليه أقل من 15 يوما، فهل يصح مني الذبح؟ وهل لي ثواب؟ وهل علي أن أذبح من جديد إذا رجعت إلى البلد الذي أعيش فيه أثناء أيام العيد؟ وإذا رجعت إلى بلدي بعد نهاية أيام العيد فما حكمي؟
يرى الحنفية أن وجوب الأضحية يسقط عن المسافر، فلا يكون مخاطَبا بها كالمقيمين. أما المذاهب الثلاثة الأخرى التي ترى سنية الأضحية ولا ترى وجوبها فهي لا تفرق بين مقيم ومسافر.
وسبب عدم إيجاب الأضحية على المسافر عند الحنفية يرجع إلى أصل عام في الدين وهو رفع الحرج. فهم يرون أنّ من كان غريبا عن بلده قد يشق عليه أن يجد الأضحية ويذبحها، ثم أن يقسمها ويوزعها على المحتاجين فلم يوجبوها عليه ترخيصا له في الترك.
وزيادة على هذا فالمسافر وإن كان غنيا فإن عليه الاحتياط في إنفاق ما في يديه حتى لا يفتقر ويتكفف الناس بعد ذلك.
وأما في زماننا فقد تغيرت ظروف السفر إلى حد كبير فأمكن إذن العمل وفق ما تقتضيه المذاهب الأخرى.
أضف تعليقا