السؤال: أحيانا عندما أكون بصدد القراءة في الصلاة أتكلم بكلام بذيء في سرِّي، فما حكم هذا؟ وماذا أفعل للتخلُّص من هذه العادة؟
الجواب: فرض اللهُ تعالى الصَّلاةَ على النَّاس لدوام ذكره، ومعنى الذِّكر استحضار ما كمن في القلب من تعظيم الله تعالى وحقِّه على العبد، قال الله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (طه 14) فإن تحقَّق ذلك خشع المؤمن في صلاته. والخشوع مطلوبٌ في الصَّلاة ما استطاع المسلم إليه سبيلا، وقد أثنى الله تعالى على المؤمنين الخاشعين في صلاتهم، بقوله {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (المؤمنون، 1-2). والخشوع: هيئة للنَّفس يظهر أثرُها في القلب سكينة وفي الجوارح سكونا.
إذا ذُكر الله تعالى في الصلاة كما ينبغي تحقَّق الخشوع، وإن تحقَّق الخشوع تركت الصَّلاةُ في نفس المؤمن سكينة وطمأنينة يمتدّ أثرها على كامل تصرُّفاته في حياته العامَّة والخاصَّة بدليل قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (العنكبوت، 45)
وليس المقصود من الصَّلاة أداء الحركات مجرَّدة عن الذِّكر والخشوع، لأنَّها تتحوَّلُ بذلك إلى عبء على صاحبها يؤدِّيها ليزيح حملا عن كاهله، لذا وصفها سبحانه بالثَّقيلة على من لا يخشعون فيها. قال تعالى {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ). (البقرة، 45)
ما يخطر على البال من الألفاظ السَّيِّئة غير المقصودة أو الأفكار الشِّريرة إنَّما هي من نزغ الشَّيطان، وقد أرشدنا ربُّنا سبحانه إلى الاستعاذة بالله من الشَّيطان عند ذلك. والاشتغالُ بالذِّكر والعملُ على فهم ما نقرأ يؤدِّي إلى التَّخلُّص من نزغ الشَّيطان ووسواسه، كما جاء في قوله تعالى {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (الأعراف، 200-201)
أضف تعليقا