السؤال: لماذا لم يذكر الله تعالى المعاقين ذهنيَّا في القرآن الكريم. وما هو مصير هذه الفئة؟
الجواب: ورد في الآية 76 من سورة النَّحل مقارنة بين رجلين، الأوَّل: وصفته الآية بالأبكم الذي لا يقدر على شيء (وهذا من أوصاف المعاق ذهنيَّا) والثَّاني: إنسان عاقل صالح يعمل بمقتضى الحقِّ والعدل. وقد نفت الآية أن يكون هذان الرجلان متساويين عند الله تعالى؛ وذلك لقصور الأول وعموم نفع الثاني، قال الله تعالى:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (النحل، 76)
العقل مقتضى التَّكليف، والخطاب موجَّهٌ في القرآن للعقلاء من النَّاس، أمَّا المعاقون ذهنيَّا فهم ليسو معنيِّين بالخطاب. ومأواهم الجنَّة؛ لأنَّ الأصل براءة الذِّمة إلا أن يثبت العكس، والعكسُ بحقِّهم غيرُ وارد لأنَّهم لا يعقلون، فلا يؤاخذون بفعلهم ولو كان قبيحا.
وعندما يتعلَّق الأمر بهذا القسم من النَّاس فإنَّ الخطاب في القرآن يكون موجَّها لأوليائهم وليس لهم، كما جاء في قوله تعالى {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (النساء، 5)
أضف تعليقا