إعطاء الكتاب لعزير عليه السلام
ليكون عزير نبيّاً فلا بدّ أن يأتي بكتابٍ لأنّ الله تعالى عدّد أسماء ثمانية عشر نبياً مع هارون عليه السلام في الآية 83 من سورة الأنعام وما بعدها، ثمَّ أردف سبحانه قائلا:
{وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم} (الأنعام، 6/87)
فكلّ نبيٍّ ممّن روي بأنّ عددهم مائة وأربعةٌ وعشرون ألف نبيّ إمّا أن يكونوا من آباء أو من إخوان أو من ذرّية الثمانية عشر نبياً المذكورين في الآية، وبعد ذلك يقول الله تعالى :
{أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} (الأنعام 6/89) وهذا يقودنا إلى التفكّر في الآيات التالية المتعلّقة بالموضوع:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا. وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (النساء، 4/163-164)
إتيان عزرا بالتوراة إلى القدس يدلّ على كونه نبيّ الله، وينبغي أن يكون الكتاب الذي أُعطي له مثل الكتاب الذي أنزل على موسى عليه السلام لأنّ الله تعالى قال:
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} (الشورى 42/13) في عرف وتقليد اليهود فإنّ عزيراً ليس نبيّاً ولكنه فوق درجة الأنبياء، وعلى رأي أحبار اليهود فإن التوراة لو لم تُعط لموسى من قبل لأُعطيت لعزرا، ولو يؤخذ بعين الاعتبار كونهم أخفوا كثيراً من الأشياء فليس من الصعب أن نفهم كون عزيرٍ نبيّاً وأن التوراة أُنزلت عليه من جديدٍ.
للمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (هوية عزير عليه السلام) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2915
أضف تعليقا