الادّعاء بأنّ عزيرا ابن الله
الآية التالية تورد هذا الادعاء:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (التوبة، 9/30)
ادعاء النصارى بأن المسيح ابن الله بالنظر لكونه خلق من دون أب يتساوق مع ادعاء اليهود قبلهم أن العزير ابن الله، والدافع لكلا الادعاءين أن كلا الرجلين معجزة بحد ذاته.
كما تدل عليه الآيتان التاليتان:
الآية المتعلقة بالمسيح: | الآية المتعلقة بالعزير: |
وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ | وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ |
الفرق الوحيد بين الجملتين هو استخدام ضمير المخاطب مع عزير (ولنجعلك) واستخدام ضمير الغائب بحق المسيح (ولنجعله).
القرآن الكريم مصدِّقٌ لما جاء في التوراة، والادعاء بأن عزيرا ابن الله لا يمكن أن يكون منصوصا عليه في التوراة كإقرار بذلك، وإنما أورد القرآن ادعاء اليهود أنهم أبناء الله تعالى، وهو ادعاء كاذب.
وفي ذلك يقول الله تعالى :
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (المائدة، 5/18)
وإدعاء اليهود بما تتضمنه عبارة (ابن الله) يمكن أن نجده في ترجمات التوراة الحالية، وإليك بعض الأمثلة:
“أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ” (المزامير، 82/6-7)
“فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ” (سفر الخروج، 4/22-23)
“هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا، وَأَنَا لَهُ أَبًا وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ” (1 الاخبار، 22/10)
“وَقَالَ لِي: إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكَ هُوَ يَبْنِي بَيْتِي وَدِيَارِي، لأَنِّي اخْتَرْتُهُ لِي ابْنًا، وَأَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا، 7وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ إِلَى الأَبَدِ إِذَا تَشَدَّدَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ وَصَايَايَ وَأَحْكَامِي كَهذَا الْيَوْمِ” (1 الاخبار، 28/6-7)
“إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ” (المزمور الثاني، 7)
“أَقُولُ لِلشَّمَالِ: أَعْطِ، وَلِلْجَنُوبِ: لاَ تَمْنَعْ. اِيتِ بِبَنِيَّ مِنْ بَعِيدٍ، وَبِبَنَاتِي مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ” (سفر اشعياء، 43/6)
في النهاية نستطيع أن نقول التالي:
الذين قاموا بترجمة الكتاب المقدس بهذا الشكل فإنه من الطبيعي جدا أن يدَّعوا أن العزير ابن الله، لذا فالجدال في كونهم لم يدعوا ذلك لا طائل فيه.
للمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (هوية عزير عليه السلام) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2915
أضف تعليقا