السؤال: القرآن بالفعل متمم لما قبله من الرسالات، وجاءت به أحكام مفصلة نسخت ما قبلها. والسؤال إذا لم يذكر القرآن تفصيلا لعبادةٍ ما مثل كيفية حساب الزكاه أو كيفية الطهاره من النَّجاسه ولكنَّه ذكرهما كما لو كانت الطريقه معروفه بالفعل على خلاف الوضوء أو الصيام مثلا اللذين شُرحا بالتفصيل. هل يعني ذلك أن نتَّبع ما جاء في الكتب السَّابقه في بيان ما لم يتم بيانه تفصيلا في القرآن؟
الجواب: لم يوجِّهنا القرآن للرُّجوع إلى الكتب السَّابقة في حال أشكل علينا فهم آية من آياته، وإنَّما وجَّهنا إلى البحث في القرآن عن المتشابه لما أشكل علينا، فإنَّ جمع الآيات المتشابهات والتدبُّر فيها هو الحل للوصول إلى الحكم الصَّحيح، أي الحكمة. وقد ضربت في سؤالك الطهارة والزكاة كمثالين على ما لم يتمّ تفصيله في القرآن، وهذا تصورٌ خاطئ، والحقيقة أنَّ الله تعالى أنزل كتابه مفصَّلا[1]، ولا يُطلب من المسلم أن يقوم بغير ما جاءت به الآيات ذات العلاقة بالطَّهارة، حيث إن مبنى المسألة بسيط لا يحتاج إلى التَّعقيدات التي تملأ صفحات كتب الفقه.
أمَّا الزَّكاة وأحكامها فيمكن استخراجها جميعا من الآيات عن طريق تفسير القرآن بالقرآن، وما يتمُّ التَّوصل إليه بهذه الطريقة تعزِّزه الرِّوايات من السُّنَّة، حيث إنِّها (السُّنَّة) التَّطبيق العمليُّ لأحكام الكتاب، وهو معنى كون الرَّسول أسوة حسنة، ومقتضى ذلك متابعتُه في فهم القرآن والعمل به.
انظري _مثلا_ مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (المستند القرآني في مقادير الصدقة) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=3093
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] يقول الله تعالى {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} (الأنعام، 114) {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (الأعراف، 52)
أضف تعليقا