السؤال: يقول الشِّيعة الإماميَّة أنَّ المهدي عندما يجيء في آخر الزَّمان سوف يحكم الأرض كلَّها ويصبحُ جميع النَّاس في عصره مسلمين صالحين، ويحاولون إثبات هذا من خلال بعض الآيات كقوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله). وكذلك يستدلون من خلال نظرية الإنسان الكامل. فما رأيكم بهذا القول؟.
الجواب: المهدي الذي بشَّر به جميع الأنبياء هو محمّد صلى الله عليه وسلم، ذلك أنَّ الله تعالى خاطبه في كتابه بقوله:
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا، مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ، وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا، وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (الشورى، 52)
ولا يمكن أن يكون هاديا بالكتاب إلا أن يكون مهديَّا به. وكلُّ من تمسَّك بكتاب الله تعالى فإنَّه مهديٌّ كذلك، ذلك أنَّ الله تعالى يقول:
{الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} (البقرة 1-2).
أمَّا ما يعتقده عموم المسلمين وخاصَّة الشِّيعة، من ظهور المهدي في آخر الزَّمان فلا أصل له، وهو تضليلٌ مؤدَّاه إلهاء المسلمين عن الأخذ بالكتاب الذي أتمَّ الله دينَه وختم رسالته للنِّاس به، ذلك أنَّ العداء لهذا الكتاب ظهر مبكِّرا في عهد التَّنزيل، كما أورده قولُه تعالى:
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ، قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ، إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (يونس 15).
إنَّ صدَّ النَّاس عن الكتاب هو دَيْدن أعداء الله تعالى؛ لعلمهم أنَّ تمسُّك المسلمين به سيؤدِّي بهم إلى سيادة العالم كلِّه، وهذا وعد الله تعالى لكلِّ أمَّة تأخذُ بهذا الكتاب منهجا، وهذا معنى قوله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (التوبة 33).
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ. إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} (الأنبياء 105- 106).
فمن أراد الهداية فهي في كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. أمَّا انتظار الهداية من غيرِه فهو انتقاصٌ له وتكذيبٌ لوعد الله المرقوم فيه، كما أنَّه مضيعة للوقت في انتظار وهْمٍ صنَعه أعداءُ هذا الدِّين وانطلى _مع الأسف_ على كثيرٍ من المسلمين.
والزَّعم القائل أنَّ النَّاس سيصبحون في زمان المهديِّ مسلمين مردودٌ بقوله تعالى:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ، وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ، وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (هود 119)
أما عبارة “الإنسان الكامل” فإنَّها تدلُّ على الإنسان النَّاضج المثاليِّ في اصطلاح الكثير من النَّاس. ولكنَّ الشِّيعة وكذلك الطُّرق الصُّوفيَّة يفهمون العبارة بشكلٍ مختلف، ما يجعلها تتلاقى مع معتقد الكنيسة الكاثوليكيَّة، وربَّما كان تبنِّيهم لهذا المصطلح لتسويغ ادعاء القدسيَّة لأئمَّتهم ومشايخهم. وتلك ادعاءاتٌ لا دليل عليها من كتاب الله تعالى، والمقصود منها هو صدُّ النَّاس عن نبع الهداية الأصيل (القرآن) وتوجييهم نحو سبل الشَّيطان باستخدام عبارات دينيَّة أو أسماء لها مكانة في قلوب النَّاس.
للمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة جمال نجم (خاتم النَّبيِّين ورسالته الخالدة) على هذا الرابط https://www.hablullah.com/?p=2280
وكذلك مقالة الشيخ راغب السّرجاني (البشارة بالنبي محمد في كتب الهندوس) على هذا الرابط https://www.hablullah.com/?p=1271
السلام عليكم
هل تصح حادثة شق النبي صلى الله عليه وسلم للقمر وهل المقصود في قوله تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر هو هذه الحادثة حقا والا يتعارض هذا مع قوله تعالى( وما منعنا ان نرسل بالآيات الا ان كذب بها الاولون)
افيدوني حزاكم الله عنا كل خير
السلام عليكم
هل تصح حادثة شق النبي صلى الله عليه وسلم للقمر وهل المقصود في قوله تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر هو هذه الحادثة حقا والا يتعارض هذا مع قوله تعالى( وما منعنا ان نرسل بالآيات الا ان كذب بها الاولون)
افيدوني حزاكم الله عنا كل خير
وعليكم السلام ورحمة الله
ليس المقصود هنا المعنى المادي المتبادر، وإنما هو مجاز في ظهور الحق وانجلاء الغمة ببعثة خاتم النبيين ونزول القرآن الكريم.
ويمكن الاطلاع على الإجابة كاملة على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=6921