السُّؤال: أمرنا الله تعالى في القرآن بأنْ لا نقترب من الزِّنا، أي أن لا نكون في مكان أو حالة توقعنا فيه. هل هذا ينطبق على أيِّ شخص حتى إذا أمِن الشَّخص من الفتنة، فهناك من النَّاس من لا يفقد السيطرة على نفسه حتى وإن كانت له رغبةٌ في الجماع، فهل مثل هذا الشخص لو اقترب من الزِّنا يكون مخالفا للأمر الإلهي؟
الجواب: لقد حرَّم الله تعالى الزِّنا والاقتراب منه (الإسراء 32)، والاقتراب منه له صورٌ عديدةٌ كالخلوة بين الرَّجل وامرأة أجنبيَّة عنه، والتَّواجد في البيئات الماجنة كدور اللهو والرَّقص، وغير ذلك مـمَّا يعرفه المسلم بفطرته.
وتحريم الزِّنا والاقتراب منه عامٌ لا يقبلُ الاستثناء، لأنَّ الإنسان الطبيعيَّ لا يستطيع أنْ يحدَّدَ متى يضبط نفسه ومتى لا يضبط، لذلك عليه أنْ يلتزمَ أمر الله تعالى بعدم الاقتراب من الزِّنا، فكمْ من النَّاس انزلقوا نحو الزِّنا لاقترابهم منه وقد كانوا يظنُّون أنفسَهم قادرين على ضبط أنفسهم.
يوسف عليه السلام قدْ همَّ بامرأة العزيز لولا أنْ رأى برهان ربِّه (يوسف 24) ، وذلك بالرُّغم من كونه نبيَّا كريما، إلا أنّه بشرٌ يجوز عليه ما يجوز على جُملة البشر. فالحذرُ والاحتياط واجبٌ على الجميع.
إذا كان الرَّجل منقطع الشَّهوة (غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ) فهو بحكم الطِّفل في تعامله مع النِّساء (النُّور 31). أمَّا المرأة الشَّابة إنْ كانت منقطعة الشَّهوة فلا تكون بحكم الطِّفل، بل بحكم النِّساء العام.
أمَّا التَّواجد في البيئات الماجنة فلا يجوز بحال، سواء للرِّجال أو النِّساء أو الأطفال، لأنَّها أماكن فاسدة لا ينبغي للمسلم التَّواجد فيها.