السُّؤال: هل المُنتحر يموت كافرا، أم يعدُّ مسلما عاصيا؟ وهل يصحُّ الصَّلاة عليه والدُّعاء له بالمغفرة؟
الجواب: الانتحار هو إزهاق النَّفس عمدا، وهو جُرم عظيم حرَّمه الله تعالى في كتابه (النساء 29)، لكنَّ المسلم إذا انتحر لا يعدُّ كافرا، بل عاصيا عصيانا شديدا يؤدي به إلى جهنم. حيث يخلد في العذاب مهانا، لكنَّ خلوده فيها ليس أبديَّا، بل يخرج منها بفضل عدم إشراكه بالله تعالى، كما يدلُّ عليه قوله تعالى:
{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا. وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا. لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} (مريم 85- 87)
والعهد هو عدم الإشراك بالله. يقول الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (النساء 48)
وعلى هذا فإنَّه يُصلى عليه صلاة الجنازة ويُدعى له بالمغفرة.
أمّا ما قاله بعض الفقهاء من عدم صحَّة الصَّلاة عليه، فذلك ليس لاعتبارهم إياه كافرا، بل لبيان مدى شناعة فعله، وليتَّعظ الأحياء من مصيره، فلا يُقدم أحدُهم على الانتحار. وهذا _كما ترى_ اجتهادٌ مبنيٌّ على الرَّأي لا على النَّصّ، فلا يُلزمنا بشي.