السؤال: ما هو حكم بيع الخمرة في بلد غير إسلامي لا سيما أنَّ الزَّبائن من غير المسلمين؟
الجواب: لا يجوز بيع الخمرة _وما يدخل في مسمَّاها_ في أيِّ مكان من أرض الله تعالى، حتى لو كان المكان الذي تعيش فيه بلدا لغير المسلمين. ذلك أنَّ أوامر الله ونواهيه لا تتغيَّر بحسب البلدان، والفعل المحرَّم في بلدٍ ما لا يمكن أن يكون حلالاً في بلدٍ آخر، فالحرامُ حرامٌ في كلِّ مكان.
يستخدم القرآن الكريم تعبيرا قويَّا للدَّلالة على تحريم الخمر، فلم ينه عن شربها فقط بل نهى عن الاقتراب منها، وهذا يشمل شربها وبيعها وعصرها وتقديمها وكلَّ عمل بها. يقول الله تعالى:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة 90)
واجتنبوه بمعنى ابتعدوا عنه، لا تقربوه، لا تعملوا فيه، لا تجالسوا شاربيه. فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال: “لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم في الخمر عشرة؛ عاصرها ومتعصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له”[1]
*للمزيد من التَّفاصيل حول موضوع الخمر ننصح بقراءة مقالة جمال نجم (الخمر: حقيقته وحكمه وعقوبته) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=2053
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] سنن الترمذي، 59 – باب النهي أن يتخذ الخمر خلا، برقم 1295