السؤال: من خلال توضيحكم عن وقت صلاة الفجر[1] تبيَّن لي أنَّنا نُصلِّي الفجر قبل طلوعه، فهل تعدُّ صلاتُنا غير صحيحة ونحن نصلِّيها بالعتمة منذ سنين حسب ما تُمليه علينا الجهات المسؤولة في بلادنا؟
الجواب: إذا علمت خطأ التَّوقيت المعمول به لصلاة الفجر فيلزمك مراعاة الوقت الصَّحيح للصَّلاة لتكون مقبولة، ذلك أنَّ الله تعالى قال: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (النساء 103) أي مفروضة بأوقات معيَّنة لا يجوز أن تُصلَّى في غيرها إلا بعذر من نومٍ أو نسيان، فيصلِّيها النَّائم حين يفيق والنَّاسي حين يتذَّكر، فيكون ذلك الوقت هو وقتها.
وإن استطعت إقناع المسؤولين في بلدك أو حيِّك بتصحيح التَّوقيت فنعمَّا هو، وإلا وجب عليك أن تصلي الفجر عند طلوعه ولو منفردا.
أمَّا ما فات من صلاتك قبل أن تعلم خطأ التَّوقيت المعمول به في بلدك فلا حرج عليك فيه، لأنَّه كان خارج علمك، ولا يُؤاخَذ المرء بمثل هذه الحال. وحالكُ يشبه _إلى حدٍ ما_ حال النَّاس لمَّا تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فخافوا من ضياع أجر صلاتهم لما كانوا متوجِّهين نحو بيت المقدس فنزل قولُه تعالى مُطمئنا لهم:
{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ، إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (البقرة 143).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الذي اطلع عليه السائل هو مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (وقت الإمساك/ صلاة الفجر) المنشورة على هذا الرابط https://www.hablullah.com/?p=1323