السؤال: ما هو أصل صلاة التَّسابيح، وهل ورد فيها حديث؟ وجزاك الله خيرا
الجواب: لا يوجد في القرآن ما يشير إليها، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه صلَّاها هو أو أحدٌ من أصحابه، والحديث الوارد بخصوصها عن ابن عباس لا يصحُّ من طرقه شيء كما ذكر ذلك معظم المحققين. وقد تساهل قومٌ بقبول رواية واردة فيها بالرغم من ضعف سندها وتهافت طرقها، فأثبوتها وقالوا بأنها سنة، ولا عبرة بقولهم، لأنَّ المسلم يعبد ربَّه بما ثبت شرعا بنصِّ الكتاب وفعل النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم، لا غير ذلك.
وقد نُقلت الرواية عن ابن عباس فقط، حيث يُفهم منها أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم علَّم عمَّه العباس صلاةَ التسابيح دون غيره من الصَّحابة، وهذا بحدِّ ذاته مَطعنٌ في الرِّواية، فإن كانت صلاة التسابيح بهذا القدر من الأهميَّة ويترتب عليها هذا القدر العظيم من الأجر والثواب فكيف للنبي أن يخصَّ بها شخصا واحدا دون سائر أمته؟!
ولو كانت من الدِّين لجهر بها النَّبيُّ كما كان يجهر بكلِّ واجبٍ أو مندوب، ولدعا النَّاس إليها في أكثر من مناسبة وموقف، وإلا كان كاتما لبعض ما أمره الله به، وحاشاه أن يفعل. قال الله تعالى:
{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة، 67).