السؤال: هل يأثم الذي يستمع إلى الكلام البذيء؟ وماذا على المسلم أن يفعل إن سمع أناسا يتكلمون كلاما لا يرضي الله تعالى؟
الجواب: لا يجوز للمسلم أن يتعمّد الاستماع إلى الكلام البذيء، أمَّا إذا استمعه عرضا وليس بقاصد فلا إثم عليه؛ لأنّه لا اختيار له في ذلك، لكنْ عليه أن يجتهد بعدم الجلوس مع الفاسقين عندئذ. وقد امتدح الله تعالى عباده المؤمنين بكونهم يعرضون عن اللغو بقوله:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} (المؤمنون 1- 3)
واللغو هو الكلام الذي لا فائدة منه، وإعراضهم عن الكلام البذي من باب أولى.
وقد ذكر لنا القرآن ما يجب على المسلم فعله إن سمع قوما يخوضون في آيات الله تعالى ويستهزئون بدينه:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ، إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} (النساء 140)
والإعراض عنهم لا يُسقط الواجب في وعظهم ونهيهم عمَّا هم فيه إن أمكنه ذلك، ذلك أنَّ الله تعالى يقول:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} (النساء 63)
فالتواجد معهم عندئذ يكون بغرض وعظهم ونهيهم عمّا هم فيه من الخوض في الباطل. وهذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.