السؤال: زوجي متوفى منذ 20 سنة وترك بيتا واحدا، وأنا أعيش فيه وحدي، وليس لدي أي دخل شهري، عندي فقط راتب أرملة. إحدى بناتي متوفاة لكن لها أربعة أطفال وهم يطالبون حق الميراث في بيت جدهم، فهل يجوز أن أبيع البيت وأعطيهم حقهم أم ماذا أفعل، فأنا أحب بيتي وأعيش فيه منذ أكثر من 40 سنة وأنا عجوز لا حول ولا قوة لي، وجزاكم الله خيرا.
الجواب: أحفاد المتوفى لهم الحق في طلب ميراث أمِّهم، وكان ينبغي على السائلة أن تبيع البيت بمجرد بلوغ بناتها السن القانونية وتعطي كل واحدة حقها في ميراث أبيها ولا تنتظر لحين موت إحداهن ومطالبة أبنائها بحقهم – إلا إذا ارتضت بناتها أن تبقى أمهم في البيت ولا تبيعه – ولكن بموت البنت فقد انتقل حقها لأبنائها.
ومن هنا فيجب على السائلة أن تسرع في بيع البيت وتوزيع ثمنه بحسب كتاب الله لبناتها الأحياء وأبناء المتوفاة، حتى لا تقع في الوعيد بالتفريط في حق الأحياء قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عقب آية توزيع الميراث: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِۚ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ النساء (14).
ليس هذا فحسب بل إنها ستقع في وعيد أكل أموال اليتامى إن امتنعت عن توصيل حقهم إليهم. قَالَ تَعَالَىٰ: ﴿وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ النساء (2).
وقال أيضا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًاۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ النساء (10).
أما بالنسبة لمسألة أن السائلة امرأة عجوز وهي تحب بيتها فعليها أن تبحث عن بيت آخر صغير بقدر ميراثها، أو تستأجر بيتا مناسبا لها. وإن كان الرجل القوام عليها قد مات فإن الله الحي القيوم لا يموت و هو من سيمنحها الحول والقوة منه وسوف يبدلها ما هو خير من الدار التي تسكنها إذا ما اتقت ربها مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُۚ﴾ الطلاق (3)
