السؤال: هل الخروج من المنزل بمكياج خفيف لإخفاء العيوب حرام؟
الجواب: المكياج هو مسمى لنوع من أنواع الزينة وقد أمر الله تعالى المؤمنات بأن لا يبدين كامل زينتهن لغير أزواجهن والمحارم من الرجال، ولكنه في الوقت نفسه قد سمح بالقدر اليسير منها مصداقًا لقوله تعالى ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَاۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ…﴾ النّور (31)
فنجد قوله تعالى ﴿إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ فيه إشارة لما قد تظهره المرأة بأي غرض كان سواء للزينة أو إخفاء عيب. ولا ينبغي أن يزيد عن القدر اليسير الذي لا تتغير معه ملامح البشرة ولا يخفي الشكل الحقيقي للوجه.
ولكن ينبغي التنويه لأمر هام، ألا وهو ألا يكون إخفاء هذا العيب يُبنى عليه خداع من يتقدم لخطبتها إن كانت عازبة فتخفي عن الخاطب عيبًا فيفاجأ بهذا العيب بعد الزواج، فهذا يندرج تحت الخداع والكذب وهذا خلاف لما أمر الله تعالى به بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ التوبة (119)
أما أن تخفي المرأة عيبًا ليتم قبولها في العمل أو لتتجنب السخرية من بعض مرضى القلوب فهذا لا يعد من الخداع؛ لأنها في تلك الحالة تعد كالمريضة فتضع بعض الزينة لرفع الحرج. وقد قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُۖ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ الفتح (17)