حبل الله
الرحم المستأجرة

الرحم المستأجرة

السؤال:

إذا لم يكن للمرأة رحم، لكنها أرادت الإنجاب عن طريق ما بات يُعرف حديثا بالرحم المستأجرة، حيث يتم الجمع بين بويضة الزوجة والحيوانات المنوية لزوجها مخبريا، وبعد تلقيح البويضة يتم زرعها في رحم امرأة أخرى مخبريا.. أرجو بيان حكم الدين في هذه المسألة؟

الجواب:

لا يجوز الإنجاب عن طريق تأجير الأرحام. وقد قضى الله تعالى أن أم الولد هي المرأة التي ولدته بقوله تعالى:

{ٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّٰٓـِٔي ‌وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَيَقُولُونَ مُنكَرٗا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ} [المجادلة: 2]

وفي كثير من الآيات تصريح بأن الأم هي من تحمل طفلها في بطنها. (للاطلاع على الآيات ذات الصلة انظر (لقمان 14 ، الأحقاف 15، النحل 72).

وتظهر الدراسات الطبية والعلمية الحديثة أن الجنين في الرحم يتأثر بحالة أمه البدنية والنفسية حتى إنه ليتأثر بطبيعة أكلها وشربها وسائر سلوكها.

بناء على الأدلة التي ذكرنا لا يسعنا القول بجواز استجار رحم امرأة أخرى للإنجاب. وما على المرأة التي حُرمت الرحم لأي سبب سوى الصبر واعتبار ذلك من الابتلاء الذي قدره الله على العباد ليعلم من سيصبر ومن سيجزع. يقول الله تعالى:

{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء 35)

والحرمان من الولد هو من باب الابتلاء بنقص الأنفس، حيث ينبغي على المسلم أن يقابله بالصبر، وإن فعل فإنه يستحق صلوات ربه ورحمته. يقول الله تعالى:

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة 155- 157)

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.