السؤال: يقول الفقهاء أن للزوج الحق في إرجاع زوجته إلى عصمته إن طلقها مرتين بغير رضاها أو حتى علمها! فكيف لهذا أن يكون صحيحا! وكيف تعيش مع زوجها بغير رضاها! وإن صح هذا فماذا تفعل إذا كان يريد إرجاعها و قد تضررت من عشرته ولا تطيق أن تعود إليه ولا تستطيع خلعه لأنها ستخسر كل شيء وهي أصلا المتضررة!
الجواب: عندما يطلق الزوج زوجته طلاقا رجعيا فيكون قد استخدم حقه في الافتراق عنها، ومن المفترض أنه هو من لا يريد لهذا الزواج أن يستمر، فإن رأى أثناء العدة إرجاعها فله ذلك بدون إذنها على اعتبار أنها ما زالت راغبة به ولأنها ما زالت زوجته شرعا، حيث إنها تبقى زوجته ما لم تنته عدتها، لكنها إن رفضت الرجوع إليه فإنها تعتبر غير راغبة به، ولها حق الافتداء حينئذ فتطلب من القاضي الافتراق عنه مقابل أن تتنازل له عن شيء من المهر. يقول الله تعالى:
﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ، وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا، وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ، وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ، وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ، فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ، تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (البقرة 228- 229)
أما إن كان الزوج يمسك بزوجته للإضرار بها أو لدفعها للافتداء فهذا محرم، وللقاضي التحقق من ذلك، فإن تثبت منه ألزم الزوج بالطلاق ودفْعِ ما يجب عليه من المهر المتقدم والمتأخر. قال الله تعالى:
﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ، وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ، وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (البقرة 231)