حبل الله
تناول العلماء للأمور السياسية

تناول العلماء للأمور السياسية

السؤال:

يشتكي بعض السياسيين من تناول بعض العلماء للأمور السياسية قائلين أن السياسة أمر خطير لا يدركه إلا من عمل به، وهم يطالبون العلماء بأن يهتموا بالقضايا الأخلاقية والروحية. فهل حقا أن العلماء لا يحق لهم تناول الأمور السياسية؟

الجواب:

وظيفة العلماء بيان أحكام الكتاب للناس جميعا وعلى رأسهم السياسيين، لأنهم من جملة المخاطبين بكتاب الله تعالى. يقول الله تعالى لخاتم أنبيائه:

﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ‌إِلَيْكُمْ ‌جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (الأعراف ١٥٨)

وكان الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه يدعون الملوك والحكام وملئهم إلى التزام الحق وقبول دين الله تعالى، فقد دعا موسى عليه السلام فرعون وحاشيته إلى الحق وكذلك فعل إبراهيم عليه السلام مع حكام زمانه، وقد بعث نبينا الكريم رسائل إلى ملوك الروم والفرس والقبط وغيرهم يدعوهم فيها إلى الإسلام، وقد أمر الله تعالى الأنبياء بذلك لأن استقامة السلطان فيه خير عميم على الناس جميعا، وفيه مدعاة لقبول عامة الناس للحق. لذلك لا ينبغي أن يضجر السياسيون من نصح العلماء لهم، كما ينبغي للعلماء أن يبتغوا بنصحهم وجه الله تعالى وتصحيح الأخطاء لا الوصول إلى أهداف خاصة، هذا ما كان يؤكد عليه جملة الأنبياء عند دعوتهم لأقوامهم:

﴿قُلْ لَا ‌أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 90] 

﴿وَمَا ‌أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 109] [الشعراء: 127] [الشعراء: 145] [الشعراء: 164] [الشعراء: 180].

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.